اسرار بريس=بقلم الإتحادي :سدي علي ماء العينين ،أكادير ،مارس ،2021.
ما ساعرضه الليلة بكل يقين سيجلب علي غضب رفاق الأمس، و سيصفوني بحارس المعبد ،ويقول بعضهم اني احاول بناء امجادي بالحزب على حساب سيرهم الماضية،
لكن انا يشدني اليراع لأكتب ما حصدته تجربتي، فاكون منصفا حينا وقاسيا احيانا أخرى،
الإتحاد الإشتراكي كتاريخ وبناء، لم يبدأ يوم انخرطنا فيه قبل أزيد من ربع قرن بكثير، ولن ينتهي يوم نغادره،
الأحزاب لا تموت وحدهم الأشخاص من يرحلون،
فهؤلاء نحن بكل تجرد :
(01)- إتحاديون اتعبهم الإنتماء في منتصف الطريق وغادروا السفينة وتوزعوا في أرض الله الواسعة، وعلى عتبة باب المغادرة إختزلوا الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية بتواجدهم فيه ووقعوا شهادة وفاته الإفتراضية،وغادروا
(02)- إتحاديون ترعرعوا في مدرسة الإتحاد، وقبل تخرجهم خرجوا منه ليلتحقوا ب “معاهد” الأحزاب الأخرى حيث الفرص اوفر و انجع.
(03)- إتحاديون عندهم موقف من الأشخاص محليا، إما لخلاف حول لوائح انتخابية،أو حول مواقع تنظيمية.
او لموقف وطنيا من القيادة إما مجزئة في فلان او فلانة، أو مختزلة في الكاتب الأول بإسمه وشخصه وصفته.
(04)-إتحاديون إنتهت مرحلة جنيهم لثمار الإتحاد في الواجهات وأولها حكومة التناوب، فتواروا ويفتون بين الحين و الآخر في قضاياه.
(05)- إتحاديون نقابيون غادروا الحزب مع خروج الكونفدرالية الديموقراطية للشغل، و قادهم الأموي لتأسيس حزب جديد.
(06)- إتحاديون أعلنوا غضبتهم من المجاهد عبد الرحمان اليوسفي و إنسحبوا ،وكثير منهم من الشبيبة الإتحادية ،أخدوا سفينتهم بقيادة القائد محمد الساسي ليحطوا الرحال في اليسار الإشتراكي الموحد.
(07)- إتحاديون من أنصار نظرية الحركة الإتحادية الأصيلة ورثة خلافات اللجنة الإدارية منذ الثمانينات.ولا زالوا أوفياء لها عبر أحزاب او إنزواء
(08)- إتحاديون جنوا ثمار التعويض عن سنوات الرصاص، و المغادرة الطوعية لينقلب حال بعضهم من حال إلى حال و فكوا الإرتباط وكان الحزب جزءا من ذلك التعويض يمكنهم من التقاعد من الإنتماء إليه.
(09)- إتحاديون أغراهم زحف الوافد الجديد، فهرولوا يتسابقون لعضويته قبل أن يعصف الربيع العربي بطموحاتهم.
(10)- إتحاديون غالبيتهم من رجال التعليم، لبسوا لباس المحافظين مع تقدم سنهم، و وجدوا في صهوةجواد العدالة والتنمية ما مكنهم من العودة إلى الممارسة السياسية بجلباب الإسلاميبن.
هذا تاريخنا ولا نخجل منه. أبناء المدرسة موزعون بين كل التنظيمات والهيئات و الاحزاب، كل يحمل معه إعتباراته ويوقع وثيقة وفاة الحزب وهو على عتبة مغادرته،
كثيرون نحن أبناء المدرسة، في كل بيت تجد واحدا او واحدة من أصول إتحادية،
و في كل مؤسسة عامة او خاصة هناك رجل خدوم عرف في تاريخه بأنه نقابي اتحادي شرس.
نعم نحن كأسماء، و كأسر، اكبر حزب بالمغرب ،نحن اكبر مدرسة تخرجت منها أطر في الدولة والمجتمع،
تقرأون لأكبر المفكرين العالمين، فتجاحدون انهم يوما كانوا قادة في حزب الإتحاد،
و لست لاذكركم أن مدرسة إعلامية في حجم جريدة الإتحاد الإشتراكي كانت إلى جانب” العلم” و” البيان” ،أول المعاهد الميدانية التي تخرج َ منها مدراء الجرائد المستقلة، و المجلات وكتاب الرأي.
نعم المعتقلون هم نحن،
والمختطفون هم نحن،
ورواد أولى تجارب التجربة الجماعية هم نحن،
و رواد الهيئات المدنية من جمعيات وطنية و أنصار القضية الفلسطينية و اتحاد كتاب المغرب، والمحاماة والأطباء… هم نحن،
و لأننا اولاد هذا الوطن، و لأننا أبناء تربة هذه الأرض، فقد لحقنا ما لحق مجتمعنا، و عكسنا ذهنيته و خلفيات رؤيته لمجتمعه في محيط متحول إيجابا او سلبا،
منا من بقى ممسكا بجمرة الإتحاد،
ومنا من خان،
ومنا من فكرته بدت له اكبر من فكرة الإتحاد،
و منا من اتعبته ضريبة النضال فإختار الإنزواء،
هذه حقيقتنا ،ولا يزعجنا تاريخنا نحن الذين لازلنا متمسكين بالبقاء، ولازالت تجمعنا بأبناء المدرسة الذين غادرونا كل اواصر المحبة والتقدير،
لكن كيف يمكن لكل هؤلاء دفعة واحدة ان يتحولوا إلى أكبر خصم لحزبهم لمجرد انهم لا يريدون، لحزب وقعوا بمزاجيتهم شهادة وفاته ان يبقى حيا؟
تتوزع العبارات والإنتقادات والتعليقات، وتكثر سهام التبخيس للمبادرات و التشفي في المطبات، و البكاء الخادع لإيجاد حجة للهدم و القتل العمد للحزب،
هؤلاء، رغم انهم إختاروا وجهتهم لازالوا مسكونين بالخوف من نجاح الإتحاد كي لا تُضحَض إدعاءاتهم بوفاة حزبهم ، و سقوط نظريتهم، بأن الحزب لن تقوم له قائمة ماداموا خارجه،
هؤلاء يتفننون في ممارسة سلوك يقترب من الحالة المرضية، بأن يحملوا اقلامهم ويرفعوا أصواتهم لإطفاء كل شمعة يضيئها الحزب في مساره.
هؤلاء يريدون ان تكون سنة 2021 سنة إحتضان جثة حزب كتبوا تاريخ وفاته كل على هواه،
لذلك يشتغلون نهارا في هيئاتهم، وليلا يمارسون عملية الهدم بالتدوينات و التعليقات على كل ما يتحرك في حزبهم.
لهؤلاء أقول بكل اخوية،وبكل رفاقية التي جمعتنا بين صفوف وحجرات ومقرات المدرسة الإتحادية،
إن من يريد أن يخدم وطنه يمكنه خدمته من اي موقع، ونحن نحترم القناعات، ولكن لن يكون في صالح الوطن في شيئ أن نناضل في ارضنا الجديدة و نزرع الألغام في الأرض التي هجرناها.
كفى… لا نريد نقدكم… ولا بكاءكم… ولا أصواتكم… ولا نصائحكم… ولا رثائياتكم…
دعونا نواجه خصومنا، ونتنافس مع منافسينا ،ولا تكونوا حطب نار قد تصيب الإتحاد، لكن ابدا و ابدا لن تقتله، ولن تنالوا شهادة وفاته ولن تتسلموا جتثه،
فبإسم ما كان يجمعنا كفى كفى كفي
قال محمد جسوس رحمة الله عليه :”جينا للسياسة نديو الأجر “
لي بغى يدير معانا يد الله في هاد الأجر مرحبا،
فهل تعتبرون؟