اسرار بريس=سدي علي ماء العينين ،أكادير ،مارس ،2021.
رغم النقاش الذي فتح حول إعادة العلاقات مع اسرائيل من زاوية القضية الفلسطينية، إلا أن هناك جانب مرتبط بالإقتصاد، ولا يمكن إعتباره تجارة بالقضية الفلسطينية، لأن بلاغ الديوان الملكي كان واضحا بخصوص الموقف الوطني الثابت من القضية الذي لا يقبل المساومة،
وفي المقابل يواصل المغرب التكلم بلغة الإقتصاد مع العالم وفي جعبته اللغة الجديدة للعالم و هي الطاقات المتجددة، و الإحتياط الدولي من الفوسفاط.
(10)-ينتظر أن يحقق المغرب عدة مكاسب اقتصادية بعد إعادة العلاقات مع دولة إسرائيل، بعد اتفاق استئناف العلاقات الثنائية، مع مراعاة الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني، القائمة على إقامة حل الدولتين بالقدس الشرقية كعاصمة لفلسطين.
استئناف العلاقات المغربية الإسرائيلية، يمكن أن يخدم تنافسية الاقتصاد الوطني، من خلال توسيع مجالات التعاون لتشمل الجانب التكنولوجي، البحث العلميّ، الصناعات المتقدمة، المعدات العسكرية، والصناعات الحديثة.
استئناف العلاقات الثنائية يحمل آفاقا واعدة للاقتصاد المغربي الناشئ، والباحث عن شركاء جدد في مجالات مختلفة، تعزز المكتسبات المحققة مع شركاء المغرب التقليديين.
ويفتح استئناف العلاقات الثنائية الباب للمغرب، ليستفيد من الطفرة التكنولوجيا الكبيرة التي حققتها إسرائيل في مجالات شتى، مع إمكانية نقل هذه التكنولوجيا للمغرب أو توطينها به ليكون المغرب منطلقا نحو دول أخرى بأفريقيا بحكم موقعه الجغرافي المتميز كبوابة للقارة السمراء.
(11)-أثبتت الاستراتيجية المغربية في مجال الطاقات المتجددة، والتي تندرج في إطار الدينامية الجديدة للتنمية الشاملة التي تشهدها البلاد، منذ اعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس عرش أسلافه المنعمين، نجاعتها ووجاهتها في الانتقال بالمملكة من بلد يعتمد بشكل كامل تقريبا على تلبية احتياجاته من النفط والغاز عن طريق الاستيراد إلى منتج للطاقة المتجددة وتحويل التحديات القائمة في مجال الطاقة إلى فرص استثمارية، من خلال الانخراط في مشاريع كبرى لتطوير هذا القطاع.
وتهدف الاستراتيجية المغربية إلى زيادة حصة الطاقة المتجددة إلى 42 في المائة، بحلول عام 2020 و52 في المئة بحلول 2030، إضافة إلى هدف خفض استهلاك الطاقة بنسبة 12 في المائة، بحلول 2020 و15 في المائة، بحلول 2030، من خلال كفاءة استخدام الطاقة.
وأتاح هذا الانتقال الطاقي في ظرف قياسي تقليص التبعية الطاقية من حوالي 98 في المائة سنة 2008 إلى حوالي 3ر93 في المائة سنة 2016، مع ارتفاع حصة الطاقة الريحية والشمسية في القدرة المنشأة، والتي لم تكن تتجاوز 2 في المائة، بداية 2009 إلى 13 في المائة سنة 2016.
(12)-تفتخر المملكة المغربية بامتلاك أكبر احتياطي من الفوسفاط في العالم، والبالغ حوالي 70 في المائة من إجمالي احتياطيات العالم من هذا المركب. 10 في المائة من إنتاج المغرب يؤتي من منجم بوكراع.
أفادت دراسة أجراها معهد «فرونتييرز لعلوم الزراعة و الهندسة»، حول الخطر المتنامي المحدق بالزراعة على المستوى العالمي، بان المغرب، و بالرغم من إنتاجه الذي لا يتعدى عتبة 33 مليون طن، من المرجح ان يتحول الى الملاذ الأخير العالمي لمادة الفوسفات، الأساسية في صناعة الأسمدة الزراعية.
وتؤكد الدراسة أنه بالإضافة إلى المغرب تتوفر دول أخرى على رواسب كبيرة، كسوريا والأردن والجزائر إلا أنها تقع “في مناطق عدم الاستقرار السياسي”.
لا زال في جعبتنا الجديد إنتظرونا.
فهل تعتبرون ؟