رأيسلايد

الدكتور عبدالهادي المدن يكتب =المدينة البدوية

اسرار بريس=

كتب فيفر: “وعندما ينتهي دور البداوة تماما يظهر البيت الدائم. ولكنه من الغريب أن يظل محتفظا بالطابع القديم الذي يذكرنا بالخيمة. وقد لوحظ أن العرب حفروا حيطان بيوتهم في اسبانيا بنفس الطريقة التي كان أسلافهم يحفرون بها أعمدة الخيام الخشبية”

التعليق على النص، يذكرنا نص فيفر ببعض الملاحظات التي سجلناها على مدن الجنوب المغربي، خاصة العيون، الملاحظة التي توسع فيها صديقنا الدكتور أحمدو لكحل في اطروحته لنيل شهادة الدكتوراه، وهي الطابع البدوي لعاصمة الجنوب، فيحرص ساكنة المدينة، قريبو العهد بالبداوة على استمرار طابع المنزل البدوي، ببناء حوش لانعام بجوار المنزل أو فوقه، بالاضافة إلى حفر مطفية للغدير وبناء خيمة فوق المنزل مجهزة بالصرامة والزرابي وغيرها من اثات الخيمة، بل فرش الخيمة بالرمال. وهي ملاحظات قد يكون تناولها الاستاذ رحال بوبريك دون شك في كتابه من الخيمة الى المنزل (بالفرنسية). 

وباستحضار الخصوصيات المحلية أيضا، نسجل ان أهل وادي نون وتكنة لم يتخلوا قط عن الخيمة بل لازالت بعض الاسر تملك خياما ومنازل داخل الواحة والقصور وهي ملاحظات سجلها أيضا ضباط الشؤون الأهلية، وذلك ما يعبر عن ازدواجية النمط الاستقرار والترحال.

فيما تعبر المدينة البادية مثل العيون على استمرار الثقافة البدوية في الصحراء مع ما ينجم عن ذلك من ظواهر ايجابية وسلبية في هذه المدن، وقد سجلنا نفس الملاحظات أثناء زيارتنا للعاصمة المرورتانية نواكشوط ربيع 2013.

عبد الهادي المدن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى