اسرار بريس: مولاي أحمد السباعي
شكلت جائحة كورونا نكسة لتحصيل المتعلمين بإقليم تارودانت ،فبعد تجربة التعلم عن بعد التي اجبر عليها تلاميذ المستويين الاعدادي و الثانوي بالخصوص السنة الماضية والتي دامت طيلة الدورة الثانية من السنة الماضية ،حلت السنة الحالية 2021/2020 لتزيد من تأزيم الوضعية بالنسبة لشريحة مهمة من التلاميذ أبناء العالم القروي الذي يتابعون دراستهم ببعض مدن الاقليم المستفيدين من المنح الداخلية ،حيث وجدوا أنفسهم مجبرين على مغادرة داخليات المؤسسات التعليمية نهاية كل اسبوع ،والعودة لمنازلهم التي تبعد بالنسبة لكثير منهم بمئات الكيلومترات عن المؤسسات التعليمية، مما زاد من الاعباء المادية الإضافية للأسر الفقيرة التي لم تعد قادرة على مجارات ازدياد مصاريف تنقل ابنائها ذهابا وايابا للمؤسسات التعليمية كل اسبوع ،وهو الأمر الذي افقد المؤسسات الداخلية كل جدوى بالنسبة لهم وزاد من ارتفاع نسبة الهدر المدرسي هذه السنة في صفوف التلاميذ الذين يستفيدون من المنح الداخلية .
وفي غياب أي حل لمعضلة التلاميذ الداخليين هذه ،فقد اضطر كثير منهم الى الانقطاع الاجباري عن الدراسة نظرا لكونهم لم يعودوا قادرين على توفير مصاريف النقل من المؤسسات التعليمية نحو منازلهم بالقرى البعيدة ،علما ان البعض منهم يضطرون الى الاشتغال بالمزارع خلال اسبوع التفويج كي يوفروا مصاريف النقل .
هذا ورغم لجوء بعض المؤسسات التعليمية التي تتوفر على داخليات الى اتخاذ بعض الإجراءات كحلول مؤقتة للحد من الهدر المدرسي الآخذ في الارتفاع وسط هذه الشريحة من التلاميذ ،الا انها تبقى حلولا غير ذات جدوى مادامت لم تعزز بعد بقرار من الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين او من الوزارة الوصية . … موقع تارودانت نيوز