اسرار بريس:..بقلم الأستاذة لالة خديجة مبروك.
قال تعالى في كتابه الحكيم:”إنا أنزلناه قرآنا عربيا،لعلكم تعقلون”.إن الله سبحانه وتعالى لا ينزل الآيات عبثا،لذلك وفي هذه الآية يبين لنا عز وجل أنه أنزل القرآن الكريم على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم،بلسان عربي فصيح،لعلهم يفهمون معانيه،وقد أنزله الله تعالى باللغة العربية،لأنها أفصح اللغات،وأبينها، وأوسعها، وأكثرها تأدية للمعاني،فلهذا أنزل الله عز وجل،أشرف الكتب -القرآن الكريم- بأشرف اللغات-اللغة العربية-على أشرف الرسل-محمد صلى الله عليه وسلم-عن طريق أشرف الملائكة-جبريل عليه والسلام- وكان ذلك في أشرف بقاع الأرض-مكة المكرمة-وقد كان إنزاله في أشرف شهور السنة-رمضان-…
فمهما تحدثنا عن اللغة العربية،لن نفيها حقها،إنها لغة القرآن الكريم،هي اللغة الأم،وقد سميت أيضا بلغة الضاد.فهي أولا من اللغات السامية التي يتحدث بها ما يقارب المئتين وأربعة وأربعون مليون نسمة،حيث يتركز سكانها في مناطق الوطن العربي،إضافة إلى بعض الدول الأخرى،مثل تركيا وتشاد ومالي والسينغال. كما أنها اللغة التي يستخدمها المسلمون في صلاتهم وتلاوتهم للقرآن الكريم،دون أن نستثني كونها لغة الشعائر الدينية الأساسية في العديد من الكنائس.
أما من ناحية تسميتها بلغة الضاد،فذلك بسبب احتوائها على حرف الضاد دونا عن غيرها من لغات العالم الأخرى، وقد كان العرب أفصح من نطق هذا الحرف،لأنه من أصعب الحروف نطقا، حيث أن القبائل العربية اتصفت بقدرتها على قراءته بسهولة.ويشار إلى أن الأشخاص الذين لا يتحدثون اللغة العربية كلغة أم،قد وجدوا صعوبة كبيرة في إيجاد حرف بديل لهذا الحرف في لغتهم الأصلية.
وقد زادت أهمية هذه اللغة العربية عند انتشار الإسلام،حتى أضحت لغة الأدب والعلم والسياسة،وأثرت بشكل كبير في اللغات العالمية الأخرى،خصوصا اللغات المتواجدة آنذاك في الأراضي الإسلامية،مثل الفارسية والكردية،والماليزية والألبانية، إضافة إلى اللغات الإفريقية،مثل السواحيلية والهاوسا وغيرهما….
إنها لغة قوية البنيان،تتسم بالفصاحة، تحمل الكثير من المعاني،والوصف والإبداع والمشاعر والخواطر ما لا تستطيع أي لغة أخرى.كما تعمل على مساعدتك في وصف تلك المشاعر والأحاسيس خصوصا مع الشعراء والأدباء العرب وإذا تساءلنا عن مصدر قوة المسلمين،وجدنا أنها اللغة العربية،نعم إنها هي مصدر قوة المسلمين،ويتجلى ذلك في مدى تمسكنا بالقرآن الكريم.إنها لغة الإعجاز والتحدي،لأن الله سبحانه وتعالى تحدى بها أكبر تحد لقريش-رغم أنهم أهل اللغة والفصاحة البلغاء-أن يأتوا بمثل هذا القرآن،فقال عز وجل:”وقل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن،لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا”
إن لغتنا العربية تستحق أن نحافظ عليها ،لكونها لغة مقدسة،تستحق تشجيع المبادرات التي تدعم نشرها،وتعمل على توعية الأجيال القادمةبأهميتها.
وقد تفنن الشاعر حافظ إبراهيم في وصف تشخيصي للغة العربية قائلا في بعض أبياته لقصيدة بعنوان،اللغة العربية،قائلا:
وسعت كتاب الله لفظا وغاية
وما ضقت عن آي به وعظات
أنا البحر في أحشائه الدار كامن
فهل سألوا الغواص عن صدفاتي.
إنها فعلا لغة الضاد،لغة الإعجاز والتحدي…