اسرار بريس :بقلم سيدي علي ماءالعينين ،أكادير يناير 2021
في عز إنتصارات المغرب الديبلوماسية، وفي عز ما تعانيه مختلف قطاعات المجتمع من أزمة كورونا، حري بنا ان نتخلص من رؤيتنا للنظام المخزني الذي يحكمنا، وأن نعترف بكل تجرد، أن الملك محمد السادس يختلف كلية عن والده وما راكمه في مخيلتنا لنظام قمعي، يغلب حسابات الخارج على حساب معاناة شعبه، ولكنه بعد رحيله بقرابة ربع قرن يتأكد لنا انه كان واعيا بأن خيار إستقرار المغرب مرتبط بملكية جسدت عبر القرون هوية البلد، هوية متعددة المشارب، يوحدها نظام متوارث، قائم على البيعة متغلب على كل الحساسيات الظرفية.
اليوم سيعلن الملك إنطلاق الحملة الوطنية للقاح ضد وباء كورونا ،
وعلى المشككين و المبخسين للمبادرات ،و الطاعنين في كل ما يأتي من المخزن، الإقرار اليوم بالحقائق التالية :
-(01): بلدنا المغرب قاد الإجراءات الإحترازية ضد وباء كورونا بدقة وإحترافية، شهد له بها العالم كله، وإذا كانت كل المبادرات مشهود له بها، فإن من المؤكد ان تغليب رغبة المغاربة في إحياء عيد الأضحى كانت هي زلة النظام الوحيدة التي تسببت في تفاقم إنتشار الوباء.
– (02):المغرب هو الدولة الوحيدة التي فتحت صندوقا لدعم شعبها لمواجهة تداعيات الوباء،وكانت مساهمة الملك شخصيا هي فاتحة لمساهمة مؤسسات وشخصيات عمومية، وهذا إستثناء تضامني مغربي.
-(03): المغرب هو الدولة الوحيدة التي إعتمدت نظام المناطق، ولم تعمم الإجراءات الإحترازية بمجموع التراب الوطني ،وتعاملت بمرونة رغم بعض التجاوزات من طرف الدرك ورجال الأمن، لكنها كانت معزولة في قلب التفاعل الجهوي مع نظام المناطق.
-(04): المغرب هو الدولة الوحيدة التي غلبت صحة المواطن على حساب إقتصادها ،وكانت صارمة في إعلان إغلاق الكثير من القطاعات المنتجة، حرصا على محاصرة إنتشار الوباء،
-(05): المغرب بمنطق سياذي، لم يتردد في إغلاق حدوده في وجه كل الدول دون إعتبار خارج حسابات التصدي لإنتشار الوباء،
– (06):المغرب كان من الدولة الإفريقية والعربية الوحيدة التي سارعت لتقديم الدعم لدولة الصين أثناء ظهور الوباء بمدينة اووهان ،وساعتها لا أحد كان يعرف ما إذا كان هذا الوباء سيكون عالميا.
-(07): المغرب كان السباق لفتح قنوات مع كل الدول المشتغلة على لقاح كورونا ،ولم يخضع لحسابات التموقع السياسي في هذا التكتل او ذاك.
-(08): المغرب اليوم هو الدولة الوحيدة دوليا التي تشرع في تلقيح مواطنيها بلقاحين مختلفين
– (09):المغرب هو اول دولة إفريقية تتمكن من الحصول على اللقاح في وقت تتسابق الدول الأكثر تقدما من المغرب للحصول عليه
– (10):المغرب وبسياسة استباقية تمكن من إعداد كل مراكز التحاقن باللقاح في وقت قياسي و بعملية استباقية و دونا عن كل الدول حدد الأولويات في من سيكون السباق للتلقيح، و هو يعطي الاسبقية لقطاعات ليس فقط لأنها في الخط الأمامي في مواجهة الفيروس، ولكن أيضا لزرع الثقة في باقي مكونات المجتمع المشككة في اللقاح.
هذا هو مغربنا الذي يجب أن نعتز به، وهذا ملكنا الذي يجب أن نلتف حوله، وهذه دولتنا رغم ما ينخرها من نواقص فهي كانت في الموعد.
لننخرط جميعا في هذه الحملة ولنصنع أمجاد وطننا بكل روح مواطنة،
لنطرد الشك والتردد، و نقاوم نزعات التبخيس، ونتجه جميعا نحو فتح أبواب المستقبل لشعبنا لنعود إلى حياتنا الطبيعية، وهذا ليس بأمر مستعصي على شعب عريق، ودولة عريقة، ومخزن يصطف إلى جانب الشعب لنواصل بناء حضارتنا.
ومن لازالت في قلبه ذرة شك اقول له :
فهل تعتبرون؟