اسرار بريس: د عبد الهادي المدن
اعتقد ان النقاش حول الاصيل والدخيل مسألة اصبحت متجاوزة كما ان رد كل ما هو صحراوي للاصل الأمازيغي صنهاجي هو خطأ منهجي واقصاء الثقافات لاحقة وسابقة ووقوع في نفس الخطا الذي تعاني منه الأمازيغية اليوم ومعلوم أن الصحراء كانت موطن الزنوج قبل حدوث تغيرات مناخية اجبرتهم على التراجع نحو الغابات مدفوعين ايضا بالامازيغ الذين امتلكوا الإبل التي ساعدتهم على التكيف مع قساوة المناخ وهذه المعطيات اتبثتها الابحاث الاركيولوجية والمصادر التاريخية التي تؤكد مثلا سيطرة مملكة غانا على كل بلاد شنقيط حاليا الى حدود ادرار قبل أن تستعيد قبائل صنهاجة مجالات هامة مثل اودغست وكمبي صالح وغيرها من المراكز التجارية وعلاقة بما سبق فالثقافة السودانية الزنجية اسبق وقد تاثرت وتراجعت لصالح الثقافة الوافدة الاقوى وهي الأمازيغية وهنا تصح مقولة ابن خلدون ان المغلوب مفتتن بثقافة المتغلب وقد دمجت الأمازيغية معطيات ثقافية زنجية وانصهرت معها وهذا ما حدث الأمازيغية في علاقتها مع الحسانية ولعل المثال الذي سقته ممتاز ومعبر الا ان جزء من الحقيقة سقط وهو ان الاسماء الموسيقية امازيغية ( تبتدئ بالتاء وتنتهي بالتاء بالنسبة المؤنث *تيدينيت* وتبتدئ بالالف بالنسبة للاسماء المذكرة * اردين* ازوان*) ولكن الآلات هي زنجية سودانية لا زالت تستعملها شعوب غرب أفريقيا ذات الأمر بالنسبة للدراعة قارن للدراعة الصحراوية بالنيجيرية مثلا اما الاوزان فهي اوزان في معظمها عربية لبتيت بيات كر حجاز صبا لبياظ… اكيد ان الطبونيميا والموسيقى في الصحراء متأثرة بالثقافة الأمازيغية الا ان العناصر الأخرى ذات حضور قوي خاصة الموسيقى الزنجية التي وصل تأثيرها الى العالمية ( لبلوز- دجاز- سول- الريكي)
عبد الهادي المدن