Uncategorized

رسالة مفتوحة للسيد الوزير سعيد امزازي

 _من المنسق الجهوي للمنتدى المغربي لحقوق الانسان 

رسالة مفتوحة 

_ إلى السيد الوزير سعيد أمزازي

السلام عليكم ورحمة منه تعالى وبركاته 

السيد الوزير المحترم ،

لقد قرأت بلاغ وزارتكم ،وأمعنت فيه القراءة ،حتى لا أخطئ في فهم ماتقصدون بقراراتكم،فأدركت ،بعد مهلة تفكير،أنكم في حيرة من أمركم،ولم تستطيعوا إصدار قرار حاسم في كيفية التدريس خلال الموسم الدراسي الحالي(حضوري أم عن بعد).ومما زاد استغرابي أنكم تركتم القرار لآباء وأولياء التلاميذ في اختيار نوع التدريس لأبنائهم ،والأصل أن القرار قراركم ،لأنكم تعرفون ،من خلال اللجنة العلمية،حقيقة الوضع الصحي بالبلاد ،وتدركون الآثار الصحية على فلذات أكبادنا وعلى المجتمع في حال تبنيتم التعليم الحضوري،كما أنكم تدركون من خلال المعطيات الميدانية التي بين أيديكم،حقيقة التعليم عن بعد، وعن الجدوى منه، أما أن تجعلوا القرار بيد المواطن ،فتلك والله مغامرة  ، الله أعلم بعواقبها ،وهو ضرب لمصداقية وزارتكم ، وتعبير عن عجزها في اتخاذ القرار المناسب في هذه الأوقات العصيبة التي يمر بها بلدنا.

السيد الوزير المحترم ، 

أما وقد طرحتم اختيارين ،فقد كان من المنطق أن تضيفوا اختيارا ثالثا،  وهو أن يؤجل انطلاق الموسم الدراسي إلى حين انفراج الأزمة ، والقضاء على فيروس كورونا ، لماذا السيد الوزير ؟

واضح من خلال التجربة التي خضناها لمدة ثلاثة أشهر في اعتماد التدريس عن بعد ،أنها تجربة فاشلة بكل المقاييس والمعايير على اعتبار أنها بداغوجيا قائمة الذات وتحتاج تكوين تربوي بيداغوجي وفريق عمل زيادة على تكنولوجيا حديثة كأدوات مساعدة ، وثق السيد الوزير أن ما توصلتم به من معطيات ، توحي بأن التلاميذ قد تابعوا دراستهم بشكل جيد ، هو محض خيال ومن باب در الرماد في العيون ونوع من الضحك على الدقون  ،  و أنه لا يمكن أن ينجح ببلادنا ، لأسباب موضوعية تتجلى في الهشاشة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية. 

أم اعتماد التعليم الحضوري ، حسب تقديري ،هو مغامرة غير محسوبة العواقب ،حيث سنزج بالتلاميذ والتلميذات داخل أوساط لم تع بعد خطورة المرض ، و في غياب إجراءات صارمة وملزمة للمواطن للوقاية  من انتشار وباء كورونا. وكذلك وانتم تعرفون كذلك البنية التحتية للمؤسسات التعليمية واكتظاظها في ظل سياسة اغلاق المؤسسات التعليمية  وندرة الأطر التربوية مما يساعد في تكديس التلاميذ داخل الحجرة الدراسية بما يفوق 30 تلميذا بل واكثر و كذلك غياب الساحات بهذه المؤسسات .

إن الخيار الذي غاب عن بلاغكم ،وأقصد تأجيل انطلاق الموسم الدراسي الحالي،كان هو القرار الذي يجب مناقشته مع الفرقاء  (السياسيين والنقابيين ) واضعها بين قوسين لانه ليسوا سوى مقاولوا السياسة وجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ والتلميذات،لأن المعطيات عن وباء كورونا ، معطيات مخيفة وصادمة ،فكيف الحال هذه ، ان نسمح لأنفسنا بالمغامرة بصحة أطفالنا  ، في الوقت الذي لم نستطع ضبط والتحكم وإقناع كبار السن .

سيدي الوزير المحترم،تأجيل الدخول المدرسي لشهر واحد أو شهرين ، مع حجر صحي شامل وصارم ،لن  ينقص  شيئا من حياة شعب  ،كما أن حياة طفل أهم وأعظم من موسم دراسي ، فكيف بشهر أو شهرين. حتى تتضح الرؤية 

السيد الوزير  المحترم ، عند اتخاذ القرارات المصيرية ، نحتكم فقط لمصلحة الشعب ،ولايمكن أن نجعلها رهينة مصالح فئوية ، او  مجاملة لجهات معينة لكسب ودها  و حماية لمصالحها.

السيد الوزير المحترم ، اسمحوا لي أن أقول لكم ، لقد أخطأتم الموعد مع التاريخ ، وعليكم إعادة النظر في قراركم.وفق تخطيط محكم ومضبوط الأهداف 

واقول لكم  السيد الوزير كما لن اغامر بحياة ابنائي في ظل معطيات مخيفة … ولكم في الاخير واسع النظر والتاريخ لا يرحم 

وفقنا الله وإياكم  لما فيه صالح البلاد والعباد. 

الله غالب  على أمره  

مراكش في : 23/08/2020

خليفة مزضوضي 

أب والمنسق الجهوي للمنتدى المغربي لحقوق الانسان جهة مراكش آسفي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى