مدن سوس تستقبل مهاجري “مراكز المغرب” لإحياء عيد الأضحى
رغم كل الحواجز التي بثتها الحكومة المغربية أمام السفر خلال عطلة
العيد، لم يحبط السوسيون عزيمتهم في وصال الديار، في مناسبة هي الوحيدة
التي يتنقل فيها الآلاف من مدن المركز الفسيحة، صوب قرى ومداشر نائية في
بوادي سوس.
وشهدت الطرق السيارة حركية كبيرة خلال الأيام القليلة
السابقة، كما تابعت هسبريس بداية توافد العديد من المواطنين على محلات
سكناهم الأصلية، خصوصا في مدن أكادير وتيزنيت وتافراوت وتارودانت، حسب ما
أوردته شهادات متطابقة.
ومعَ اقتراب عيد الأضحى، يُغادرُ أهْل
الجنوب المُدنَ الكُبْرى، ويعُودون إلى بلداتهم الأصليّة، لقضاء أيّام
العيد رفقة ذويهم، خاصّة أنّ أغلبَ التجّار الصغار وأصحابَ محالِّ التغذية
يتّخذون من أيام عيد الأضحى عُطلتهم السنوية.
ويَلْمسُ المرْءُ قبْل
حُلول عيد الأضحى والأيام التي تَليهِ “فراغاً” ملحوظا في المُدن الكبرى،
بسبب هجرة أهْل الجنوب إلى بلداتهم، حيثُ تُغلقُ المحالُّ التجاريّة
والمطاعمُ الصغيرة.
ويقول عبد الله بوشطارت، باحث في تاريخ منطقة
سوس، إن عودة المهاجرين إلى الديار ليست مرتبطة بالعامل الديني فقط، ففي
هذه السنة ألغيت صلاة عيد الأضحى، وهي طقس ديني محوري في منظومة إحياء
المسلمين للمناسبة.
وأضاف بوشطارت، في تصريح لجريدة هسبريس
الإلكترونية، أن التنقلات كانت كبيرة رغم الإجراءات الاحترازية ومنع
التنقلات، واصفا ما جرى بالهروب الكبير والعفوي، ولا يمكن حصر دراسته من
جهة واحدة، بل من جوانب متعددة.
وأورد الباحث في تاريخ سوس أن جميع
الجوانب تتداخل، بين الأنثروبولوجيا وعلاقة الإنسان بالأرض، وكذا الحب،
فأغلب الشباب من المنطقة يفضلون الزواج من بنات المنطقة أيضا، مسجلا أن
أغلب الدراسات تطرقت لموضوع الهجرة ولم تتناول العودة إلى الديار.
وأكمل
بوشطارت قائلا: “هناك عوامل متداخلة وعاطفية عصية على التفسير”، مشيرا إلى
أنه رغم العطش والفقر وضعف البنى التحتية والوباء لا بد من القدوم إلى
“تامازيرت” من أجل قضاء العيد، ومؤكدا إحساسهم بالدين الكبير تجاهها.
ووصف
المتحدث العيد، ضمن تصريح لهسبريس، بالنقطة المحورية في الدورة الزمنية،
وزاد: “كلهم يشتغلون بجدية من أجل يوم واحد، يرتبط بزيارة الأهل والأحباب،
ولا يمكن لأي إجراء حكومي أن يحول دون ذلك”.