محمد جمال الدين/
في إطار المبادرات التي تعرفها كل أحياء المدينة وجداراتها من تزيين
وإبداع من طرف شباب المدينة، وتقديرا للمرحوم الأب جيكو الرياضي الوطني
الكبير بادرت جمعية أنامل الخير بتارودانت، بتخليد ذكرى الراحل محمد بن
الحسن العفاني التونسي، المعروف بلقب “البير جيكو”، الأب الروحي لفريقي
الوداد والرجاء الرياضيين، بواسطة جدارية تدخل ضمن مشروع أسمته “أعلام
رودانية”.
ومحمد بن الحسن التونسي العفاني الملقب ب” الأب جيكو”، من مواليد 1900
والذي ينحدر من منطقة ايسافن القريبة من مدينة تارودانت، أطلق عليه لقب
“الأب جيكو” من طرف الصحافة الفرنسية، تشبيها بأحد اللاعبين الفرنسيين اسمه
“جيكو” نظرا لتشابه طريقة اللعب واللمسات الفنية عند كلا اللاعبين.
الرجل السوسي الذي أعطى الكثير لكرة القدم الوطنية، هو من مؤسسي فريقي
نادي الوداد الرياضي لكرة القدم ثم نادي الرجاء الرياضي لكرة القدم.
ويعتبر من أول المدربين المغاربة الحاصلين على دبلوم تكوين المدربين،
وذلك بانجلترا خارج الإطار الفرنكوفوني المؤثر آنذاك في المغرب، إضافة إلى
ثقافته الواسعة في الميدان الصحفي والإقتصادي،كما له باع في التكوين
الاقتصادي في مجال القطاع البنكي في المغرب، و كذلك أول وزير للشبيبة
والرياضة في عهد أول حكومة مغربية بعد الاستقلال.
كان الأب جيكو من مؤسسي الوداد، لكنه غادر الفريق الأحمر الذي أحبه من
كل أعماقه، بعد مسيرة من العطاء، وذلك إثر خلاف حصل بينه وبين مسيري
الفريق، دفعه إلى الاستقالة.
صمم الأب جيكو على الانتقام ممن خانه، إذ اعتبر الإقالة طعنة من الخلف،
سأله أحدهم عن سر الاختلاف فقال إن الوداد زوجته لكنه «غادي يجيب عليها
الضرة»، مضيفا «الضربة التي لا تقتلني تقويني»، وابتهل إلى السماء قائلا
«رباه احميني من أصدقائي أما أعدائي فأنا قادر بهم». وهنا قال قولته
الشهيرة «سأبني فريقا يقتسم مع الوداد هواء الدار البيضاء»
توفي الأب جيكو سنة 1970 فقيرا ولكنه مات رجلا نزيها وشريفا، تاركا
وراءه ثروة رياضية ثقافية مهمة للدار البيضاء، وذكرى طيبة ونموذجا وطنيا
يحتدى به في روح التضحية والنزاهة، ورصيدا كبير على المستوى الأخلاقي
والرياضي والثقافي والإنساني ككل، التضحية بالأموال والوقت والمجهود الخاص
من أجل البناء للرياضة المغربية.