من المعروف أن عدد الدوائر التابعة لإقليم تارودانت معدودة على رؤوس الأصابع؛ ولهذا فإن المقارنة على هذا المستوى سهلة لكل أحد، لكن التفاوت الذي لا يمكن إغفاله هو الوضع الجغرافي لهذه الدوائر، خاصة منها دائرة أولاد برحيل التي تجمع بين السهل والجبل وبين ما في يمين وادي سوس وما عن يساره، هي حقا مجال جغرافي مترامي الأطراف ومنطقة شاسعة تحتاج لشخصية قوية تستطيع تحمل المسؤولية بتفان وإخلاص، وهذا ما لقيته هذه الدائرة لحسن حظها في المسؤول الأول بها، الذي برهن بحق على مسؤوليته الكبرى وتفانيه الكبير.
إن ما يبذله هذا الرجل من مجهودات جسيمة على مستوى المهام المنوطة به وغيرها ليستحق أكبر تقدير وأسمى تنويه، بحيث تراه مترددا بين مختلف القيادات التي ينسق بينها في تناغم ومراعاة للمصلحة الوطنية العليا، يظهر هذا في مختلف الاجتماعات والترتيبات الإدارية التي تتم على مستوى دائرة أولاد برحيل أو في إحدى قيادات المناطق التابعة لها.
هو إذن ليس موظفا عاديا يتلقى راتبه كأيها الناس، فعلى العكس من ذلك هناك ما يميزه من صفات وخلال حسنة، يشهد بها البعيد والقريب، حتى إن المشاكل العويصة التي تعترض الناس ويعتبرون أن لا حل لها؛ تجد طريقها للحل في مكتب هذا الرجل الكريم.
وجاءت أزمة كورونا؛ فظهر المعدن النفيس للرجل الذي عبر في العديد من المناسبات عن وطنيته وغيرته الكبيرة، وتجلى هذا في خرجاته المتعددة في الدوريات التحسيسية والجولات التوعية واللقاءات التنسيقية بين رجال السلطة على مستوى المركز؛ وعلى مستوى النواحي، ويرأس العديد من اللجان التوعوية التي تحسس المواطنين بالوقاية والالتزام.
في كل حالة من هذه الحالات، يضرب المثل الأعلى لمن حوله من المسؤولين والمواطنين في التقيد الحرفي بمقتضيات القوانين الصادرة عن السلطات المختصة، والتنفيذ الفعلي لمختلف القرارات الوزارية والولائية والعاملية.
شخصية في القانون لها نصيب وافر، وفي الضبط والاشتغال انضباط والتزام، وفي الميدان فعالية وحضور.
نعتقد في هذا المنبر -أسرار بريس- أن كل اللقاءات التي صادفناه فيها ما رأينا منه أقل مما ذكر، وإن ما دعا إلى هذا الاعتراف هو ما تميز به الرجل من حنكة على مستوى تفعيل القرارات وتنفيذ القوانين، والتمثيل الحقيقي للوطنية بالأفعال والأقوال.مع اعز التحية من منبر أسرار بريس الكاتب محمد السرناني. كل الحقوق محفوظة بجريدة أسرار بريس 2020
