اسرار بريس محمد السرناني
انتشرت على نطاق واسع المبادرات الاجتماعية لمختلف الفئات والطبقات، وتصاحب
هذه المبادرات ظهور هذا الوباء على الخصوص، بحيث تطوع كثير من المغاربة
بماكانوا يعتبرونه من قبل الوباء مصدرا اساسيا لقوتهم اليومي، تعبيرا عن
الكرم الأصيل والمعدن النفيس الذي رسخ في قلوبهم وكرم الطبع ونبل الصفات،
ومن بين هذه المبادرات ما أعلن عنه مجموعة من الجزارين وممتهني هذه الحرفة
الشريفة، بحيث اتفقت جمعياتهم في العديد من المدن المغربية على خفض أثمنة
اللحوم الحمراء التي يبيعونها بحكم أن محلاتهم لا زالت مفتوحة
إلى جانب محلات زملائهم في المهن الأخرى كبيع الملابس والأثواب، وبيع مواد
البناء والخدمات المختلفة والنقل الطرقي والمكتبات المدرسية وغيرها من
المحلات التي تجاورهم كل حسب موقعه، فبينهما هم يرون أن أصحاب هذه المحلات
قد أغلقوها بالأقفال، وتوقفت أسباب اكتسابهم للقوت اليومي مؤقتا؛ رأت هذه
الفئة من الجزارين أن لا تكون أنانية بنفسها، وبحثت عن طريقة للتعبير عن
تضامنها، فكان ذلك في شكل تخفيض أثمنة اللحوم سواء منها لحوم البقر أو
الماعز أو الغنم، وحددتها في ثمن 50 درهما للكيلوغرام الواحد، عوض ما كان
يباع به قبل جائحة كورونا حيث يتراوح ثمنه بين 60 و80 درهما حسب النوعية
والجودة والمنتوج، ويتساءل
المواطن البرحيلي، عن مدى انتشار هذا النوع من المبادارة في مدينته
ونواحيها خاصة مدينة أولاد برحيل التي تعتبر مركزا لأكثر من 15 جماعة قروية
يأتيها سكانها لاقتناء اللحم الذي يعتبر بلا شك مادة ضرورية في الطاجين
المغربي بصفة عامة، نتمنى أن
يلتقط أصحاب المحنة هذه الإشارة ويعبروا عن تضامنهم كما هو مألوف في
المغاربة الأحرار، ويساهموا مع الجميع ليذوق البكري أو المعزي أو الغنمي في
هذا الشهر المبارك الكريم، (وما أحلى الصوم مع انتظار طاجين تسبقه البنة)