على هامش فعاليات الدورة السادسة للأسبوع الوطني للصناعة التقليدية الذي تحتضنه مدينة مراكش، والمنظم تحت الرعاية الملكية السامية للملك محمد السادس، في الفترة الممتدة ما بين 12 و 26 يناير 2020 ، نظمت وزارة السياحة والصناعة التقليدية أمس الاثنين ، لقاء حول موضوع” تنمية التكوين المهني في حرف الصناعة التقليدية: الآليات والآفاق”.
ويأتي تنظيم هذا اللقاء تماشيا مع التوجيهات الملكية السامية من أجل النهوض بقطاع التكوين المهني، وفي إطار مواصلة العمل على الرفع من جودة التكوين المهني في حرف الصناعة التقليدية وتحسين جاذبيته وتعزيز الإندماج المهني في إطار التصور الملكي الجديد الخاص ب” خارطة الطريق لتطوير التكوين المهني” التي يتم تنزيلها بمعية الشركاء المعنيين.
واستهل اللقاء الذي حضره المدير العام لدار الصانع عبد الله عدناني، بعرض فيلم مؤسساتي حول : ” التكوين في حرف وفنون الصناعة التقليدية”، تلته كلمات افتتاحية لكل من حسن شويخ مدير التكوين المهني والتكوين المستمر للصناعة الحرفيين ، قطاع الصناعة التقليدية، الذي كشف في معرض كلمته عن إحداث مؤسسات جديدة للتكوين المهني وإحداث تخصصات جديدة ومرجعيات ملائمة للتكوين، مؤكدا عن حصيلة ايجابية في الفترة الممتدة 2009/ 2019.
من جهته استحضر ادريس بوجوالة، رئيس غرفة الصناعة التقليدية بجهة الشرق، النسخة الماضية من المعرض الوطني للصناعة التقليدية، معتبرا أن هذه المعارض مكسبا للصناعة التقليدية ببلادنا،كما تساءل حول القطاع غير المهيكل ودور جامعات غرف الصناعة التقليدية، مستحضرا الرؤية المتطورة في مجال التكوين، مطالبا الوزارة بإعادة النظر في تسويق منتوج الصناعة التقليدية.
محمد عدال، نائب رئيس فيدرالية مقاولات الصناعة التقليدية، كشف في معرض تدخله، أن الهم الوحيد الذي يجمعهم هو التكوين المهني في قطاع الصناعة التقليدية، وأن مستقبل المغرب هو ما يصنع باليد وليس الصناعة الحديثة، وأنه لا بد من بذل مجهودات في الاستثمار في العنصر البشري،مؤكدا أن القطاع يعيش أزمة في اليد العاملة والمؤهلة في الصناعة التقليدية، وغياب التواصل بين مكونات القطاع، كما بعث رسائل لتعزيز قوة الصناعة التقليدية إلى الجهات الوصية على القطاع.
ووضع السبكي نورالدين ممثل التكوين المهني في مداخلته حول موضوع ” خارطة الطريق لتطوير التكوين المهني: مدن المهن والكفاءات/الصناعة التقليدية”، موضحا في هذا السياق الاهتمام الملكي بالقطاع منذ سنة2018، وأن ذلك خلف جيل جديد من مراكز التكوين يهدف من خلالها إلى إنشاء مواقع مهنية ولها كفاءة علاوة على الانخراط في التنمية الجهوية.
كما أبرز أن اختيار قطاع الصناعة التقليدية كطريق جيدة من خلال حصيلة مميزة تفوق 4000 مقعد سنويا، إلى جانب الاهتمام بالتكوين المستمر للمكونين والأساتذة المكونين، ووضع العنصر البشري في قلب المخطط الجديد وحصر مناطق الضعف والقوة في قطاع الصناعة التقليدية.
من جهتها ثمنت الأستاذة وفاء العصري، مديرة مركزية بقطاع التكوين المهني المكتسبات الصناعة التقليدية، كما حثت على التصديق عليها، وارتباطها القطاع بالاقتصاد والتنمية المستدامة، وهو نفس السياق الذي ذهب إليه فرونسوا جيراردة رئيس الشركة الوطنية لأمهر العمال الفرنسية، وذلك من أجل مكانة في السوق الكبير، ملحا على تكوين الصناع وتأطير الشباب من أجل نتيجة مهمة مستقبلا.
وكشف جيراردة، أن جمعيتهم تساعد المغرب كبلد صديق من خلال تنظيم تكوينات ، كما عرض أفلاما موثقة لتجربتهم في فرنسا، مبرزا احتضان المواهب الشابة في العديد من المهن من أجل أن يكون الخلف، كقيمة محفزة في المستقبل، كما ثمن وحفز الشباب، خصوصا وأن مجال الصناعة التقليدية يزيل السوداوية للشباب اليائس، مؤكدا أن على الانسان ان يمتلك عزيمة خارقة حتى يكون صانعا تقليديا، مركزا على المجال البيداغوجي لاكتشاف أمهر الصناع.
وعرجت فاطمة الزهراء عزيز، ممثلة المؤسسة المغربية للثقافة المالية، على برنامج المؤسسة من خلال تنظيم دورات تدريبية يومية لفائدة 30 صانعا في 12 جهة بالمعرض الوطني للصناعة التقليدية في نسخته السادسة حول موضوع” تدبير السيولة”، كما أكدت أن المؤسسة عملت على استفادة 7000 مستفيد على تداريب كاملة لمدة 4 أيام في مجال التدابير المالية واستفادة الصناع العارضون من حملات تحسيسية حول عدة مفاهم خاصة بالثقافة المالية خلال دورات الأسبوع الوطني للصناعة التقليدية.
أما إلهام الشرقاوي، رئيسة القسم البيداغوجي بالتكوين المهني، فقد استعرضت دراسة ميدانية قامت بها في صفوف الصناع التقليديين ووضع رسوم تبيانية ركزت على عناصر مهمة كسوق الشغل ومنظومة التكوين المهني واليد العاملة المؤهلة. كما أبزت في عرضها على حاجيات سوق الشغل والكفاءات المطلوبة وحاجيات المجتمع وبرامج التكوين مما خلق صيرورة متناسقة.
ووضعت الشرقاوي الحاضرين في السياق العام لدراستها من سنة 2018 -2019 ومهمة الشراكة مع قطاع التكوين المهني، مبرزة أرقاما مهمة حيث بلغ عدد الصناع 2.4 مليون موزعين إلى 1.128 مليون صانع الانتاجية والحضريون 405.789 صانع ، مؤكدة أن 309528 شخص مؤهل بقطاع الصناعة التقليدية الانتاجية والخدماتية. كما توجت عرضها بتوصيات مهمة وجهتها إلى من يهمه الأمر في قطاع الصناعة التقليدية.
كما شهد اللقاء، عرضا قدمه البروفسور محمد لوكيلي وهو أستاذ باحث بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، حول موضوع” الجامعة شريك أساسي في تنمية قدرات الصناع التقليديين، الدباغة النباتية كنموذج”.
وللإشارة شهد اللقاء، توزيع الشواهد والدبلومات على مجموعة من الشباب والشابات المتخصصين في مجالات متنوعة توجوا في قطاع الصناعة التقليدية، حيث قام المشرفون على المعرض الوطني في دورته السادسة بالاحتفاء بهم .