اسرار بريس محمد السرناني
لا يكون المتجول بمدينة أولاد برحيل متشائما إلى حد كبير؛ بحيث إنه سيجد ما يزيل تشاؤمه في أدق نظرة يلقيها على مختلف مظاهر العمران التي تعرفها هذه المدينة الصغيرة، سواء منها ما يرتبط بالمشاريع التي تتحمل الدولة مسؤولية إنجازها وتمويلها، كما هو الحال بالنسبة للمسجد المركزي وتغطية سهب الجرابيع وغيرها، أو ما ارتبط ببعض الجمعيات المدنية العاملة كما هو الحال بالنسبة لجمعيات الشباب والجمعيات الثقافية الرائدة وبعضها حديث النشأة، لكن ما يجعلك تحس بالبهجة والسرور ما تجود به أيادي المتطوعين والمحسنين ومن وثقوا فيه من رجال الخير والإحسان الذين لا يخفون على كل ذي عينين بهذه المدينة الناشئة.
يأتي في مطلع هذه المعالم الرائدة معلمة جميلة وكبيرة في قيمتها ورمزيتها الروحية والدينية؛ إنها مسجد أولاد عبو العتيق الذي ضرب في عمق التاريخ والحاضر، وقيض الله له من المحسنين من ذوي الأيادي البيضاء من أبناء المدينة البررة من يتكفل به، وهاهو اليوم كما أشرنا إلى ذلك سابقا تتضح معالمه، وقريبا سيرى النور، بحيث لم يبق من أشغال استكماله أكثر مما مضى، وستزداد هذه المعلمة الدينية والاجتماعية رونقا وجمالا بعد اكتمالها، خاصة أنها رصدت لها عشرات الملايين من الدراهم من طرف هؤلاء المحسنين.
وإلى جانبه المسجد الجميل الذي يبنى بحي أولاد بلعيد حيث أشرفت أشغاله بدوره على الانتهاء، وكذلك مسجد الحي الجديد الذي تم تدشين صلاة الجمعة فيه أسابيع قليلة قبل نهاية السنة الماضية، مما يجعل المتتبع المنصف المعتدل، يرى مظاهر الاشراق والتنمية المحلية في الجانب الديني على مستوى عال من الرقي والريادة، كيف لا وهاهي 4 مساجد كلها في طور البناء. سواء من ميزانية الدولة أو من إحسان المحسنين، الذين يستحقون كل الشكر والتقدير والفضل والجزاء. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من بنى مسجدا ولو كمفحص قطاة بنى الله له بيتا في الجنة”.