يناير الجاري بدعوة من رئاسة مجلس الشيوخ بالبلد الجنوب أمريكي ومنظمي
مؤتمر المستقبل.
وأجرى الوفد المغربي، الذي يضم عبد القادر سلامة، خليفة رئيس مجلس
المستشارين، وأحمد الخريف، أمين مجلس المستشارين وممثله الدائم لدى برلمان
أمريكا اللاتينية والكاريبي، والأسد الزروالي، مدير الموارد المالية
والبشرية والشؤون العامة بالمجلس، الاثنين مباحثات مع رئيس مجلس الشيوخ
بجمهورية الشيلي، خايمي كينتانا.
وأبرز سلامة خلال هذا اللقاء، الذي تميز بحضور سفيرة المغرب بالشيلي
كنزة الغالي، الأهمية الكبيرة التي تكتسيها هذه الزيارة ودورها في تعزيز
الدينامية القوية التي تشهدها العلاقات المغربية الشيلية على كافة
المستويات السياسية والاجتماعية والثقافية، وتوطيد علاقات التعاون بين
المؤسستين التشريعيتين للبلدين والشعبين الصديقين.
كما أعرب خليفة رئيس مجلس المستشارين عن اعتزازه الكبير بحضور فعاليات
برلمان المستقبل، مبرزا “الأهمية الكبيرة” التي يكتسيها هذا المنتدى.
وفي هذا الإطار، ذكر بأهمية الزيارة التاريخية لصاحب الجلالة الملك محمد
السادس إلى جمهورية الشيلي سنة 2004، والآفاق الواعدة التي فتحتها في
توسيع مجال التعاون على مختلف الأصعدة.
وأكد سلامة أن المغرب والشيلي تجمعهما روابط تاريخية وحضارية مشتركة
ويتقاسمان مجموعة من القيم الإنسانية، والعديد من التحديات خصوصا تلك
المرتبطة بالتغيرات المناخية.
وأبرز أيضا أهمية الدور الذي تضطلع به المؤسسات البرلمانية وخصوصا
برلمانات دول الجنوب في الترافع من أجل تنزيل مضامين الاتفاقيات الاطارية
للأمم المتحدة بشأن التغيرات المناخية، وخاصة تلك التي عكستها القمم
الأخيرة بكل من باريس ومراكش ومدريد، التي ترأستها الشيلي.
وجدد سلامة أيضا دعوة رئيس مجلس المستشارين، عبد الحكيم بن شماش، لنظيره
الشيلي من أجل زيارة المملكة بهدف تباحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية
والاطلاع على المكتسبات التي حققها المغرب تحت القيادة الرشيدة لصاحب
الجلالة الملك محمد السادس في العديد من المجالات والميادين، وزيارة
الأقاليم الجنوبية للمملكة للوقوف على حقيقة النزاع المفتعل حول الصحراء
المغربية.
من جهته، وصف لخريف هذا اللقاء ب “الهام للغاية”، مضيفا أن زيارة الوفد
البرلماني المغربي ترمي إلى تفعيل مضامين مذكرة التفاهم التي تم توقيعها
بين الطرفين بمناسبة زيارة رئيس مجلس المستشارين للشيلي في يوليوز 2017،
وكذا الإرادة المشتركة في تعزيز التعاون البرلماني بين المؤسستين
التشريعيتين والارتقاء بها الى مستوى العلاقات السياسية المتميزة التي تجمع
البلدين الصديقين.
كما أشاد بهذه المناسبة بالدعم الثابت للشيلي، حكومة وبرلمانا، للوحدة
الترابية للمملكة، مضيفا أن هذا الموقف “النبيل والصريح” من شأنه دعم
المغرب في جهوده الرامية إلى إيجاد حل سلمي لهذا النزاع المفتعل الذي عمر
لأزيد من 40 سنة والذي يهدد الاستقرار بالمنطقة.
ودعا رئيس مجلس الشيوخ الشيلي لزيارة الأقاليم الجنوبية للمملكة من أجل
التواصل مع الممثلين الشرعيين لساكنة المنطقة، وترسيخ قناعة المسؤولين
البرلمانيين الشيليين بعدالة القضية الوطنية ووجاهة المبادرة المغربية
للحكم الذاتي.
وفي هذا الصدد، أبرز الخريف أهمية الديبلوماسية البرلمانية، موضحا أن
المغرب عزز حضوره داخل مختلف المنتديات البرلمانية بأمريكا اللاتينية
كبرلمان أمريكا الوسطى (بارلاسين) ومنتدى رؤساء ورئيسات المؤسسات التشريعية
بأمريكا الوسطى ومنطقة الكاريبي (فوبريل) وبرلمان أمريكا اللاتينية
والكاريبي (بارلاتينو) وبرلمان مجموعة بلدان الأنديز.
وأضاف أن هذا “الحضور القوي للبرلمان المغربي في المنتديات البرلمانية
بمنطقة أمريكا اللاتينية سيعطي زخما جديدا للتعاون جنوب-جنوب الذي يرعاه
ويقوده صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله”، مبرزا “الدور الهام”
الذي يضطلع به المغرب في مجال تعزيز التعاون جنوب-جنوب بفضل موقعه الجغرافي
الاستراتيجي وهو ما يجعل المملكة همزة وصل بين أمريكا اللاتينية والعالم
العربي وإفريقيا.
من جهته، أبرز رئيس مجلس الشيوخ الشيلي مستوى العلاقات المتميزة القائمة
بين البلدين والشعبين الصديقين، منوها بنتائج الزيارة التي قام بها وزير
الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، السيد ناصر
بوريطة، في يونيو الماضي للشيلي والتي توجت بإعلان مشترك هام.
كما ثمن المسؤول الشيلي الدينامية غير المسبوقة في العلاقات بين برلماني
البلدين، مذكرا بمتانة الروابط والقيم المشتركة الحضارية والانسانية التي
تجمع الشعبين. ودعا إلى الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية والتجارية للبلدين
إلى مستوى العلاقات السياسية المتميزة، في ظل الرهانات والتحديات المشتركة
التي يواجهـها البلدان، مؤكدا في هذا السياق أن تثمين ودعم مجلس الشيوخ
الشيلي يعد ثمرة العلاقات البرلمانية الثنائية المتميزة.
وأعرب كينتانا عن اعتزازه وترحيبه بدعوة رئيس مجلس المستشارين،
واستعداده للقيام بزيارة عمل في القريب العاجل للمغرب ولأقاليمه الجنوبية
للاضطلاع على الأوراش التنموية الكبرى، التي يعرفها المغرب في ظل القيادة
الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وحضر الوفد المغربي، مساء أمس الاثنين، أشغال حفل الافتتاح الرسمي لمؤتمر المستقبل بمقر الكونغرس بالعاصمة الشيلية، سانتياغو.
وانطلقت الاثنين بسانتياغو فعاليات الدورة 2020 للمؤتمر تحت شعار “أفكار
من أجل عالم جديد”، بحضور مائة محاضر شيلي وأجنبي ينتمون إلى حقول معرفية
متباينة.
وتقترح شخصيات بارزة في مجال الدراسات العلمية والانسانية في إطار هذا
المؤتمر، المنظم من قبل لجنة تحديات المستقبل بمجلس الشيوخ الشيلي
وأكاديمية العلوم الشيلية وحكومة البلد الجنوب أمريكي، على الجمهور وجهات
نظرها حول المشاكل التي تواجهها المجتمعات حاليا أو تلك التي يحتمل أن
تواجهها في المستقبل.
ويعد مؤتمر المستقبل أبرز تظاهرة في مجال الدراسات العلمية والانسانية في أمريكا اللاتينية ونصف الكرة الجنوبي.