دين ودنياسلايد

المغاربة يخلدون الذكرى العشرين لرحيل الحسن الثاني

 اسرار بريس
يخلد الشعب المغربي اليوم الجمعة 9 ربيع الثاني، في أجواء من الخشوع،
الذكرى العشرين لرحيل الملك الموحد وباني نهضة المغرب الحديث، الملك الحسن
الثاني طيب الله ثراه، وهي مناسبة يقف فيها المغاربة بكل تقدير وإجلال على
مسار ملك همام وزعيم مؤثر طبع ببصماته التحولات الكبرى التي عرفتها المملكة
خلال النصف الثاني من القرن العشرين.

وشكل يوم التاسع من ربيع الثاني 1420 هـ بالنسبة للمغاربة قاطبة
يوما حزينا، ودعوا فيه قائدا عظيما وعاهلا فذا، عاشوا تحت رايته لمدة 38
سنة بذل خلالها مجهودات جبارة جعلت من بلده وشعبه أنموذجا يحتذى به.

بفضل ما وهبه الله من حنكة وبعد نظر، كان الراحل الحسن الثاني على
الصعيد الوطني بانيا ومشيدا وموحدا، وعلى المستوى الدولي مدافعا عن العدل
والسلم الدوليين، يحتكم إليه قادة العالم في الأزمات الدولية المعقدة التي
عرفها القرن الماضي.

مراسيم مهيبة، وغير مسبوقة تلك التي شيع بها المغاربة المغفور له
الحسن الثاني، ترجمت بصدق أواصر العروة الوثقى التي تربط الشعب المغربي
بالحسن الثاني. فقد خرج أزيد من مليوني مغربي لشوارع العاصمة، واكتظت
الرباط بالمشيعين، فيما جاء كثير منهم راجلا من مدن مجاورة، ولم تستطع
شوارع الرباط استيعاب الكم الهائل من المغاربة رجالا ونساء الذين حلوا
لتوديع أمير المؤمنين والأب الحسن الثاني.

وتمكن المغرب، بفضل السياسة الحكيمة للمغفور له الحسن الثاني، من
تحقيق الوحدة الترابية للمملكة، في مسيرة سلمية شهد العالم أجمع بعبقرية
مبدعها، علاوة على تثبيت ركائز دولة المؤسسات والحق والقانون، مما أهل
المملكة لاحتلال موقع متميز على الساحة الدولية بل وتساهم بشكل ناجع في
إرساء السلم والأمن في مختلف بقاع العالم.

لقد طبع الملك الراحل التاريخ الحديث للمغرب من خلال ما حققه من
تنمية اقتصادية واجتماعية للمملكة عكستها الإصلاحات العميقة التي باشرها
والأوراش الكبرى وحولت المغرب إلى دولة توفق بين الأصالة والمعاصرة، تصورا
وممارسة.

وأرسى الملك المؤسسات الديمقراطية وعزز الحريات العامة، ورسخ ثقافة
حقوق الإنسان وشجع على الإبداع على المستويات الثقافية والمعمارية والفنية
والرياضية.

واستطاع الحسن الثاني صنع السلم الاجتماعي بالمغرب دون منازع، وكان
قائدا محنكا قاد كفاح الشعب المغربي في استرجاع وحدته الترابية وسيادته من
خلال المسيرة الخضراء المظفرة، واستجاب المغاربة بعفوية وإقبال كبير
لـ”نداء الحسن”، في موقف أبهر كل العالم.

كان الحسن الثاني قائدا روحيا وأميرا للمؤمنين، يزكيه نسبه الشريف
إلى البيت العلوي، وسعة اطلاعه على علوم الدين والفقه الإسلامي، ما جعل
المغرب محجا لكبار العلماء الإسلاميين من خلال “الدروس الحسنية”.

وكرمز ديني في إفريقيا، وأمير للمؤمنين دعم الحسن الثاني في بناء
المساجد في إفريقيا من ماله، واستطاع تشييد معلمة مسجد الحسن الثاني.

أما على الصعيد الدولي، فقد عرف عن الملك الراحل نزوله بكل ثقله في
النزاع العربي الإسرائيلي، وكان بذلك من بين الزعماء القلائل الذين تمكنوا
من لعب دور هام في دعم القضية الفلسطينية وإنعاش فرص السلام في الشرق
الأوسط، من خلال اعترافه بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل وحيد وشرعي للشعب
الفلسطيني سنة 1974.

ويفخر المغاربة اليوم، وهم يخلدون الذكرى العشرين لوفاة الملك الحسن
الثاني، بجهود وارث سره الملك محمد السادس، وهو يواصل العمل من أجل عصرنة
وتحديث للمغرب، عنوانها سياسة الأوراش المفتوحة التي أطلقها الملك محمد
السادس في المملكة، مستهدفا كل شرائح المغاربة، مع التركيز على الفئات التي
تعاني الإقصاء والحرمان
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى