اسرار بريس متابعة عبر-خالد أنبيري
لا
شيء يفسر عدم دخول السلطة الإقليمية على خط مشكل الكارثة البيئية التي
تهدد صحة وسلامة ساكنة الجماعة الترابية أيت ايعزة بإقليم تارودانت بشكل
جدي، بسبب الروائح المنبعثة من الأنشطة الصناعية التي تقوم بها تعاونية
كوباك، إحدى أكبر التعاونيات على المستوى الوطني، والمختصة في إنتاج الحليب
ومشتقاته وكذا الحوامض، إضافة إلى مشكل المطرح الجماعي بالمدينة، حيث ومن
سوء ساكنة ايت ايعزة أن مقر هذه التعاونية يوجد بالمحاداة من المطرح
الجماعي، مما يجعل خطر التلوث البيئي الذي تشهده المنطقة مضاعفا وخطيرا.
وقد
سبق لفعاليات مدنية أن كلفوا لجنة محلية مشكلة من مجموعة من الفاعلين
الجمعويين بعقد مجموعة من اللقاءات مع ممثلي تعاونية كوباك تحت إشراف
السلطة المحلية، اضافة الى زيارة التعاونية المذكورة والإطلاع على الأشغال
التي أطلقتها لإنشاء محطة جديدة للتصفية وبمعايير أخرى مختلفة عن محطة
التصفية الموجودة منذ سنوات والتي لم تعد قادرة على استيعاب مخلفات أنشطتها
التي تضاعفت بشكل كبير مقارنة مع الأعوام الماضية، لكن ولحدود اللحظة
لازال مشكل انبعاث الروائح من التعاونية قائما.
وفي اتصال
هاتفي لموقع “عبر.كوم” برئيس هذه اللجنة (ي،ق)، أكد هذا الأخير بأن
الزيارة التي قام بها مؤخرا رفقة عدد من أعضاء اللجنة لتعاونية كوباك تحت
إشراف باشا مدينة ايت ايعزة للإطلاع على أشغال التصفية الجديدة، بينت بما
لا يدع مجالا للشك أن هناك تهرب وتمصل من طرف مسؤولي التعاونية من الوعود
التي سبق وقدموها للساكنة خلال لقاء تواصلي كان قد عقد خلال الشهور
الماضية، من خلال السعي لايجاد مشكل للمياه العادمة المنبعثة من أنشطة
التعاونية والتي من المفروض أن تتم معالجتها وتوجيهها للفلاحين لاستعمالها
في السقي، وهو الشيء الذي لم يحدث بعد، حيث أكد رئيس اللجنة أن المسؤول
الممثل للتعاونية خلال الزيارة الاخيرة أكد بأن هذه المياه تستعملها
التعاونية لسقي قصب متواجد بالمحاداة من مقرها مما يسبب في انبعاث روائح
كريهة تزكم انوف ساكنة المنطقة.
ومن جهته أيضا فالمجلس
الجماعي لأيت ايعزة يتحمل قسطا من المسؤولية في ظل صمته تجاه ما تعانيه
ساكنة المنطقة بسبب الروائح المنبعثة من التعاونية وعدم قيامه بأي خطوة
تجاه هذا الوضع الذي ينبئ بكارثة حقيقية، وفي ظل أيضا بقاء المطرح الجماعي
في مكانه الحالي، حيث أصبح نقله لمكان آخر بعيد عن التجمعات السكنية ضرورة
ملحة، في ظل التوسع المعماري الذي تشهده المدينة، فهل يتدخل إذن عامل
الإقليم بتنسيق مع المجلس الجماعي وتعاونية كوباك لإيجاد حل لمشكل التلوث
البيئي الذي تشهده الجماعة الترابية أيت ايعزة وتسريع الاجراءات التي
بدأتها الجماعة لنقل المطرح الجماعي لمكان آخر؟ أم أن صحة ساكنة المنطقة لا
تستدعي التدخل العاجل؟ وأن الصمت تجاه هذه المعضلة البيئية سيستمر؟ و هل
فعلا تسعى تعاونية كوباك لإيجاد حل لهذه المعضلة التي عمرت لسنوات؟ أم أن
الأمر سيبقى كما هو عليه الآن، في ظل غياب رؤوية مستقبلية لإنقاد الوضع
البيئي بالمدينة من طرف التعاونية؟
ويشار إلى أن تعاونية
كوباك تعتبر من التعاونيات الرائدة في المغرب في مجال انتاج الحليب وتصدير
الحوامض اضافة الى مجموعة من الأنشطة الأخرى التي استطاعت أن تحقق فيها
ذاتها، بحيث لا يمكن أن ننكر الدور الفعال التي تلعبه التعاونية على
المستوى الإقتصادي بإقليم تارودانت عموما، لكن يبقى المشكل الذي يؤرق بال
مسؤولي هذه التعاونية، هو مشكل تأثيرها على المجال البيئي بمدينة أيت
ايعزة، مما يساهم في انتشار العديد من الأمراض التي تهدد صحة وسلامة ساكنة
المنطقة، والتي أصبح عدد كبير منها يفكر في الرحيل عنها والبحث عن مكان
آخر، بعيدا عن هذه الروائح الكريهة، التي تتسبب في أمراض خطيرة تهدد سلامة
ساكنة المنطقة.