لا حديث لسكان مدينة أولادبرحيل خلال هذه الأيام إلا عن إشاعة “سفاح النساء
“، المتخصص في قتلهم ( افتراضيا) ، المتنكّر في نقاب أفغاني الذي يتنقل
متخفيا حاملا حقيبة مملوءة بالسكاكين والسيوف والسواطير، ويقتل كل امرأة
تصادفه في الطريق، حسب ما تمّ تداوله بين سكان مدينة أولادبرحيل ونواحيها
وترويجه على تطبيقات ( الوتساب) .
مصادر ” اسرار بريس” أفادت بأن أصل الإشاعة في بداية الأمر ،
حيث انطلق “السفاح” نهاية الأسبوع الماضي من منطقة خارج سوس ، على متن
حافلة بلباس نسائي يشبه الزي الأفغاني، حاملا حقيبة سوداء مملوءة بالأسلحة
البيضاء، متوجها إلى مدينة أكادير بعدما وعد بسفك دماء نساء سوس.
وتشير الاشرطة السمعية لرجال ونساء يتحدثن عن السفاح وخطورته، عبر
تطبيقات ” الوتساب” التي انتشرت بشكل كبير، مما فتح المجال للتساؤل حول
حقيقة وجود ” السفاح” من عدمه، ومما زاد من الشك حول مضمون تلك الاشرطة
المنشورة، وعن هوية أصحابها، والغرض من نشرها بذلك الشكل وفي هذا التوقيت
بالضبط، وهو ما تعمل عليه المصالح الامنية هذه الايام.
مصادر أكدت للجريدة أن تلك الاخبار المنشورة ” زائفة” ولا وجود لسفاح،
وأن الامر يتعلق بأشخاص ينشرون الاشاعات، ومن تم ضبطه سيقدم للعدالة .
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن عناصر الشرطة بالمدينة والدرك الملكي
بالمجالات القروية يقومان بحملات اعتيادية لتأمين المواطنين وممتلكاتهم،
معتبرين انتشار مثل هذه الأخبار الكاذبة على مواقع التواصل الاجتماعي
مخالفة للقانون، تزرع الرعب في نفوس الأبرياء، وتقتل الناس في العالم
الافتراضي، وهو ما يبخس عمل الشرطة والدرك.
يذكر ان نفس المعطيات تفاعلت معها ولاية أمن بني ملال، بشكل جدي،
واكدت أنها باشرت أبحاثا معمقة بهذا الخصوص تضمنت مراجعة السجلات الممسوكة
والمعطيات المتوفرة لدى مصالحها، وأظهرت عدم تسجيل أية واقعة إجرامية
بنفوذها الترابي سواء حديثا أو في الماضي تتضمن معطيات وفق ما تداولته تلك
المنشورات من أفعال إجرامية، كما أنها لم تتوصل بأية شكاية بشأن هذه
الجرائم المزعومة.
وفندت ولاية أمن بني ملال في بلاغ سابق صحة هذه الأخبار الزائفة، مؤكدة
بالمقابل أن مصالحها فتحت أبحاثا قضائية تحت إشراف النيابة العامة المختصة
لتحديد الخلفيات الحقيقية لطرح هذه الإشاعات الكاذبة، ورصد المتورطين في
ترويجها بشكل مجاني يمس إحساس المواطنين بالأمن.