ترتبط مناسبة ‘عاشوراء’ التي توافق العاشر من شهر محرم في السنة الهجرية، بعادات وطقوس احتفالية مختلفة لدى المغاربة.
غير أنه وإلى جانب الاحتفالات التي ترافق المناسبة، فإن عاشوراء ترتبط لدى قطاعات واسعة من المغاربة، بشيوع طقوس السحر والشعوذة.
‘“تردنا كثير من الإصابات بالسحر التي تقع خلال هذه
الأيام، من المغرب ومن خارج المغرب”، يقول حسن گرام، الذي يقدم نفسه
كـ”باحث في أسرار القرآن”، و”معالج روحاني”، مشيرا إلى “ضرورة التزام
الحيطة والحذر خلال هذه المناسبة والتقليل من التحركات خاصة في الأوقات بين
العصر والمغرب”.
وفي حديث لـ”أصوات مغاربية”، أوضح كَرام أن سبب شيوع تلك الممارسات خلال
عاشوراء، هو “الاعتقاد بفعالية تلك الممارسات خلال هذه الفترة”، مشددا في
الوقت نفسه على أن “تلك الطقوس ليست حكرا على المغاربة بل تنتشر في العديد
من البلدان”.
وبخصوص أبرز أشكال الشعوذة التي ترتبط بالمناسبة، يقول گرام إن “السحر
المنتشر في هذه الفترة هو التهييج أو الجلب أو ما يسمى بسحر المحبة”، و”سحر
التفريق بين الزوج والزوجة”، و”السحر الذي يؤدي إلى الصراعات والخصومات
العائلية”، لافتا في السياق نفسه إلى بعض الطقوس التي يمارسها البعض في
الأضرحة من قبيل “الذبح” و”تقديم القرابين”.
الأستاذ الباحث في علم الاجتماع، علي شعباني، اعتبر أن “السحر والشعوذة
ممارسة موجودة ومنتشرة في كل الأوقات”، لافتا في تصريحه لـ”أصوات مغاربية”،
إلى أن “هناك اعتقادا خاطئا لدى كثير من الناس بأن هناك أوقاتا في السنة
يكون فيها السحر ناجحا وذا مفعول، كعاشوراء”.
غير أن الواقع، وفق شعباني، أن الأمر أشبه بما يجري في “ميدان التجارة”،
إذ يقول “كما يقوم بعض التجار بإيهام الناس بالإعلان عن تخفيضات في فترة
معينة بغرض تحفيزهم للشراء أكثر، يوهم بعض المشعوذين والدجالين الناس أيضا
بأن السحر يكون ذا مفعول خلال فترات معينة، حتى يشجعوهم على الإقبال عليه”.
“الأمر يتعلق بأكذوبة تكررت كثيرا حتى صار البعض يعتقدون أنها حقيقة”،
يقول شعباني، الذي يرى أن “انتشار الجهل يسهم في تكريس تلك المعتقدات التي
تعطل العقل والتفكير” على حد تعبيره.
رئيس المجلس العلمي المحلي بالناظور، ميمون بريسول، من جهته يوضح أن
“السنة في عاشوراء كما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، هو الصيام
شكرا لله وفي بعض الآثار الصيام والتوسعة على العيال”.
والأصل في ذلك، وفق المتحدث نفسه أن “الرسول صلى الله عليه وسلم عندما
دخل المدينة المنورة، وجد بعض سكانها وهم اليهود يصومون يوم عاشوراء،
فسألهم وقالوا له: نصومه شكرا لله تعالى لأن في هذا اليوم نجى الله تعالى
رسولنا موسى من فرعون”، مردفا أن الرسول “بدأ منذ ذلك الحين يصومه ودعا
المسلمين لصيامه”.
ويتابع بريسول حديثه لـ”أصوات مغاربية”، مبرزا أن “كثيرا من العلماء
يعتبرون يوم عاشوراء يوما للنصر والفتح لأن فيه حقق الله نصره لكثير من
الأنبياء والرسل”، أما “غير ذلك من الممارسات والمعتقدات فهو ليس من الشرع
وكله باطل” على حد تعبيره.
ويشدد المتحدث على أن ما انتشر من سلوكيات ومعتقدات عن السحر والشعوذة
في عاشوراء “كلها عبث ولا أساس لها”، كما أنها “بعيدة عن الدين”.
المصدر: أصوات مغاربية