اسرار بريس : عبد الله المكي السباعي
تعيش مدينة تارودانت التاريخية ، هذه الايام على وقع تنظيم ملتقيات وطنية ودولية ، تستقطب مفكرين وكتاب ومهندسين وفنانين تشكيليين عالميين ، ينبهرون من تناسق ألوان هذه المدينة المتجدرة في التاريخ ، فيرسمون لوحات متناسقة الألوان والدلالات ، مع أخد صور فوتوغرافية لكل أركان وزوايا شوارع المدينة وأزقتها . لكن سرعان ما تتلاشى جمالية هذه اللوحات بإنتشار ظاهرة الحمقى وأصحاب “كويلا” الذين يتسكعون على طول الشوارع ، خاصة انتشارهم بجوانب السور المحاذي للساحة الكبيرة 20 غشت ، والتي تعتبر المتنفس الوحيد لساكنة رودانة وأهاليها ،
فمايخدش هذه اللوحة ويشوه جماليتها هو انتشار الحمقى والمتسكعين خاصة في الفثرة المسائية ، وقت الدروة ، الذين يجولون حفاة عراة ممسكين بقنينات امتلأت بالكحول الممزوج بالماء ،هؤلاء لايترددون في إطلاق العنان لكلامهم النابي وإرعاب المواطنين وخاصة هواة رياضة المشي في الصباح الباكر ، وأغرب نموذج من هؤلاء الحمقى ، رجل مسن مختص في التدوينات والكتابات على الجدران ، خاصة بواسطة الفحم الخشبي ” الفاخر ” ، ومواقع تنقلات مختلفة خاصة بالشارع العام ، وعلى جداريات المدارس ، وبين الأزقة على جدران المنازل ، والتي اضطر غالبية ساكنتها ، الى إعادة صباغة ماتم تلويثه بواسطة هذه الكتابات الغريبة ، التي لاتنفع معها النظافة الا زيادة في التلوث والأوساخ ،