حوادثسلايد

# أي دور تنموي لهذه التخمة من المهرجانات بمدينة تارودانت يامسئولين ؟؟

 

اسرار بريس 

على طلقات بنادق فرسان مهرجان التبوريدا السنوي خارج أسوار مدينة
تارودانت ، كان مسؤولي المدينة من منتخبين ورجال سلطة ومن والاهم مساء
يومه الجمعة 12 يوليوز 2019، يتابعون المشاهد الفرجوية بكل أناقتهم
وأبهتهم منتشين بلحظات نجاح وانتصار مزعومة على الفقر والتهميش الذي ينخر
جسم مدينة تارودانت في صمت .
فمابين هذه النخب السياسية المنتخبة ورديفتها المثقفة وتشكيلات السلطة
والتقنوقراط الواقفين في ساحة الفرجة اليوم وهم يتابعون انطلاقة موسم
التبوريدا خارج سور المدينة وعلى هامشه موسم الطائفة العيساوية بداخل
المدينة العتيقة ، وهذه الأسوار العالية الشامخة شموخ الأطلس الكبير التي
تشهد على أن المدينة مر منها رجال عظماء خلد التاريخ أسماءهم بما تركوه من
آثار عمرانية وعلمية ، تعيش هناك طبقات اجتماعية مسحوقة تعاني الفقر والمرض
والبطالة والأمية ، والتفكك الأُسَري و الأطفال بالمئات في وضعية صعبة .
المنظمون لهذه المواسم كان الله في عونهم ، غايتهم ومنتهى طموحهم إنجاح
برنامجهم الترفيهي وسماع استحسان المتفرجين لعروضهم ، أما السلطة المشرفة
والحاضرة في كل الخطوات القبلية والبعدية ومعهم منتخبي المدينة فادعاءهم
من هذه المهرجانات التي أتخموا بها سكان المدينة هي استقطاب السياحة
واستقطاب المستثمرين للمدينة ،غير أن واقع المدينة يكذب كل هذه المزاعم
ويدحرها ، فبينما لبست العديد من المدن المغربية التي نشأت بعد تارودانت
بقرون ، زي التقدم والعصرنة البارز للعيان من خلال نظافة شوارعها وخلوها
من فوضى الباعة المتجولين واحتلال الملك العمومي من بعض التجار والاهتمام
بالمجال البيئي ،وتشجيع السياحة من خلال الإهتمام ببنيتها التحتية ،
وتأهيل الفضاءات المستقبلة للسياح ، وإعداد وتأهيل مرابض وقوف السيارات
وتجهيزها بالمرافق الصحية ،وتوفير بعض وسائل النقل المجانية داخل المدينة
،والعناية بالمآثر الثقافية و السياحية ، لازالت تارودانت غارقة في فوضى
السير والجولان واحتلال الملك العمومي وكآبة ألوان واجهات الشوارع والأزقة
المملوءة بالحفر والأتربة ، ، فأي سياحة ستستقطب لتارودانت وهي غارقة في
هذه الحالة من البؤس والبطالة .
المهرجانات المختلفة التي تنظم عادة في آخر السنة وكما عهدناها من قبل ،
كانت تنظم كخاتمة وكتتويج لسنة من العمل في الحقول والمزارع ، وكتتويج
لسنة من إنجاز المشاريع الطموحة التي تعود على الساكنة بالخير العميم ،
فأي نجاح اقتصادي واجتماعي وتنموي حققته السلطة و النخبة السياسية المدبرة
للشأن المحلي للمدينة ( المجلس الجماعي ) ، لكي تجلس متربعة تتفرج
وتتبورد على مآسي أغلبية ساكنة المدينة التي لا تكسب المآت من الأسر
الفقيرة وفِي مختلف الأحياء والدروب حتى عشر دراهم في اليوم ، والعديد
منها لا يجد مكانه وحقه في التطبيب والعلاج بالمستشفى ، امرأة تعيش في غرفة
واحدة بجانب أسر أخرى بإحدى بيوت الأحياء المهمشة بالمدينة تقول :والله
اني بحاجة ملحة لعلبة حليب لإطعام رضيعي ولا أَجِد بما أشتري به ذلك ، علبة
حليب نعم علبة حليب ؛ هذه المرأة هي نمودج لمئات الحالات المشابهة اليوم
في مدينة تارودانت تعاني الفقر والحرمان يامسؤولي البلدية ويارجال السلطة
المحترمين المتبوردين على الهوا .؟؟

أحمد الحدري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى