سلايدمجتمع

شيشاوة : رحي الماء بجماعة ايت هادي .. تراث تاريخي طواه النسيان .

اسرار بريس : عبد الله المكي السباعي
عشنا فثرة السبعينات وبداية الثمانينات ، على وقع حمل أكياس من القمح بواسطة الدواب ، وهكذاكان حال باقي ساكنة الدواوير بالمنطقة ، متجهين باكرا صوب الرحى المائية الموجودة على طول اباينو ” رأس العين ” ، تلك المطاحن التقليدية التي كانت تشكل مركزا مهما ونسقا اجتماعيا لتبادل الأخبار بين مختلف الفئات داخل مجتمع صغير ليلا ونهارا . لقد كانت هذه الرحى قبلة ووجهة لكل الساكنة في ظل غياب الكهرباء آنذاك بأغلب القرى والدواوير . وبالتالي غياب المطاحن العصرية ، التي بدأ العمل بها مع تغيرات الزمن واختلاف أنماط العيش ، وكان القرويين يقومون بطحن محاصيلهم في جميع الايام وفِي المناسبات المعروفة ؛ كالأعراس والأعياد وغيرها . متنقلين بواسطة الدواب المحملة بأكياس الذرة والشعير ، فيبيت الجميع الى حين الانتهاء من طحنها ، وعملية طحن الحبوب تتم يدوياً عن طريق افراغ المحصول بإناء مثلث شكلا وهرمي من الخشب او الحديد ، تمر من خلاله الحبوب لتقع بالرحى بكل بطء ودقة وبحسب الطلب ( دقيق وكسكس ) ، مع جمعه بمكنسة ( الشطابة) وتعبئته بالكيس من جديد . وتخضع العملية بكاملها لدقة مشغل الرحى الذي يصرف المياه عن الرحى لتوقيفها ، او تشغيلها والزيادة في سرعتها ، ليكون الطحين ناعما والعكس صحيح . وغالبا ما كان تأدية ثمن الطحن بأخد بعض اقساط من الطحين الذي تم طحنه ( العشر ) ، لقد كانت هذه الرحى التقليدية بمثابة الشريان اليومي بمنطقة راس العين بشيشاوة وتراث تاريخي ونموذجا حيّا للبعدين التراثي والسياحي بجماعة ايت هادي ! هذه الثروة الثمينة والكنز الفريد الذي يعيش الاندثار والتخريب بعد ماتعرفه المنطقة من زحف وتمديد عمراني متواصل ، وحالة هذا التراث يندى لها الجبين بعد تحطم اغلب جدرانها ، مع غياب اهتمام الجماعة القروية وبالتالي جمعيات الساكنة ، واعتبارا ان البادية تبقى حية بنبض الاجداد وما تركوه من مآثر تاريخية ، قيمة ، فالخير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف
 
 
 
 
 .
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى