رأيسلايد

أحمد الحدري يكتب كتابة بين الحرية والعبودية

اسرار بريس أحمد الحدري
الكاتب الحر مثله مثل المحارب
المقدام ، يجب أن يمتلك قلبا مؤمنا بالقضية التي يحارب من أجلها ؛قلب مشبع
بقيم الشهامة والشجاعة والإيثار والتضحية من أجل سعادة الآخرين ،غير ذلك
يكون الكاتب مرتزقا؛ يكتب وينظر ويحلل تحت الطلب بحسب ما يغدق عليه من
هبات ، وتلك والله هي أنجس أنواع الدعارة الثقافية .
الكاتب الحر في
بحثه عن الحقيقة لا يعرف أنصاف الحلول ، فإما أن يكون ما يقدمه لقرائه هو
الحقيقة الحقيقية المعززة بالشواهد والأدلة وبكل موضوعية ونزاهة ، أو يصمت
حتى تكون الأمور واضحة أمامه .
الكاتب الحر هو الذي لا يدين بوجوده
ومكانته الأدبية والثقافية والعلمية وو.. لأي شخص ولا لأي جهة ، فلا يكون
ولائه الا لله وحده ، ولا يتوخى فيما يقوم به من أعمال نبيلة الا رضا الله
وحده ،فينال بذلك رضى الله ورضى جماعته وأمته حتى ولو لم يعبروا له بذلك
صراحة .
الحرية التي نمارسها في حياتنا اليومية وفِي علاقاتنا مع
المؤسسات ومع الأشخاص الذاتيين والمعنويين ،نمتلكها اما من خلال التربية
داخل الأسرة أو من خلال المدرسة التي نتعلم فيها أو الجماعة التي ننتمي
لها هوية وثقافة ،فإذا تلقى الانسان تربية تشوبها نفحات الوصولية
والانتهازية والكذب والنفاق ،تربية تغيب عنها قيم الصدق والوفاء والشجاعة ،
يصبح هذا الانسان مهيئا ليكون أي شيء حسب الظروف التي يتواجد فيها أو التي
تحيط به ،فمع الأحرار يتقمص شخصية الأحرار ،لكنه عندما ينقلب الى زمرته من
الوصوليين والانتهازيين يكون انتهازيا ووصوليا بامتياز ، “الإنسان يولد
على الفطرة ، صفحة بيضاء ؛ فأبواه اما يجعلان منه انسانا يهوديا او
نصرانيا أو مجوسيا كما قال نبينا الكريم “، ولا أدق من الوصف الذي أعطاه
نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم أيضا لهذه الفئة من البشر حين قال
: “آية المنافق ثلاث: إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان”،لذا
فالكاتب المنافق لا ثقة فيه .

مقابل ذلك فالعبودية التي تقابل
الحرية عندنا هنا ، هي تلك الحالة اللامادية والغير المرئية التي يمارسها
الكاتب العبد ، الذي رهن نفسه وباعها لغيره مقابل امتياز ما ، انه انسان
تنازل طواعية عن أسمى شيء في الوجود ؛حريته الانسانية في أن يكون كما يجب
أن يكون وأن يتصرف بكل إستقلالية فكرية وثقافية وعلمية وهوياتية بعيدا عن
أي تأثيرات خارجية مادية أو حسية .
وخلاصة القول فإن الكاتب الحر هو
ذاك الذي لا يخشى في الله لومة لا ئم عندما يكون بصدد ممارسة حقه في الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر ، حتى وان كان ذلك سيسبب له في أن يكون محاصرا
ومحاربا ومقصيا ومهمشا من طرف من بيدهم الأمر ومن والاهم من المنافقين
والوصوليين والانتهازيين ، لأن ضريبة الاصطفاف الى جانب المقهورين
والمحرومين من أبناء شعبه وأمته هو أفضل تاج على الكاتب الحر أن يسعى ليلقى
به ربه في نهاية مشوار حياته ، “فأما ماالزبد فيذهب جفاءا وأما ما ينفع
الناس فيمكث في الأرض ” صدق الذي يؤتي الملك لمن يشاء وينزعه ممن يشاء
؛الله سبحانه وتعالى ، اللهم اجعل آخر كلامنا كلمة .

دمتم أحرارا أيها الأحبة – مع تحيات وسلام أحمد الحدري المغربي

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى