رأيسلايد

أسرة آلِ بيروك بوأد نُون وصولا الى تارودانت : النسب والمال والقوة ( المخزن )

 
اسرار بريس: عبد الله المكي السباعي ( اعلامي باحث )

1- أصل عائلة آلِ بيروك بواد نُون وعلاقتها مع المخزن
2- ابرز رجالات اهل بيروك
3- المراجع التاريخية المعتمدة.
ان خلاصة بحثنا تتمحور حول دراسة القبائل الاساسية بالصحراء المغربية، والتي تتفرع حول ثلاث انتماءات:
1- المحاربة : الرقيبات ، اولاد الدليم …
2-الزوايا: توبالت احفاد سيدي وسيدي دفين تارودانت ، فيلالة ، اولاد تيدرارين .ماء العينين …
3- الحرفيين والتجار : لميار اولاد بوعيطة لفيكات مجاط…

أصل الأسرة:

تنتمي
هذه الأسرة إلى قبيلة أيت موسى أوعلي وهي إحدى أهم قبائل تكنة الممتدة
جنوب وادنون. وقد اشتهرت بأهمية دورها التجاري في التوسط بين الصويرة
وأسواق إفريقيا السوداء،وبرزت داخل هذه القبيلة أسرة أعبيد الله أوسالم
كقوة اقتصادية يمتد إشعاع نشاطها التجاري في شمال وادنون وفي مختلف المراكز
التجارية الواقعة جنوب المغرب ليصل إلى إفريقيا السوداء، يقول محمد
المختار السوسي أن أصل الأسرة من توات وقد يقال أنها جعفرية النسب انتقل
اغلب أفرادها من توات إلى اكلميم نظرا لظروف معينة كالتجارة وغيره .
“وقد
اكتسبت منذ بداية القرن 19 الميلادي أهم قوة اجتماعية واقتصادية قاعدتها
كلميم حيث يقوم بخدمتها 1500 كانون من العبيد،كما كان ينضوي تحت زعامته
مجموعة رحلية يمتد مجالها الترابي على مسافة 18 يوم جنوب وادنون” .
وقد
تزايد تفوق هذه الأسرة في عهد الشيخ بيروك الذي اشتهرت باسمه ثم في عهد
وريثه لحبيب الذي سار بها إلى أبعد الحدود بعقد اتفاقيات مع الأوربيين،كما
كانت له مراسلات مع السلطان مولاي الحسن الأول تتضمن الولاء والطاعة وبعض
الأمور المخزنية بالمنطقة وفي سنة 1299هجرية عين دحمان بن بيروك قائدا
وبذلك يعتبر أول قائد رسمي في هذه الأسرة
أما
بخصوص العلاقة بين أهل بيروكـ والمخزن، فإن هذا الأخير عمل جاهدا على
إعادة صياغة العلاقات فيما بينهما والتي كانت متوترة في حكم السلطان محمد
بن عبد الرحمان، نتيجة جهود أهل بيروكـ في فتح مرسى في واد نون.
وقد
كانت الأسرة البيروكية في عهد السلطان الحسن الأول تتمتع بحضور قوي في
الترتيبات المخزنية، حيث تبرز العلاقة بين هذه الأسرة والسلطة المركزية من
خلال الرسالة التي وجهها السلطان الحسن الأول  إلى الشيخ لحبيب بيروك
الوادنوني الجليمي.
بعد
أن كانت أسرة اهل بيروكـ تتعامل مع الأوربيين في معزل عن المخزن، أصبحت
تنفذ أوامره المتمثلة في مراقبة العلاقات التجارية بين السكان المحليين
والتجار الأوربيين، وتنفيذا لأوامر السلطان قام دحمان ولد بيروكـ بتنصيب
فرق عسكرية في السواحل وقد روعي في هذا التوزيع المعطى القبلي، كما قام
بعدة حملات تأديبية ضد القبائل التي تتاجر مع الاوربيين، وشن حملات على حصن
ماكينزي، وقد تلت هذه المواجهة مواجهات اخرى فشل دحمان بن بيروكـ من
خلالها في ارغام ازركيين في وضع حد لعلاقاتهم التجارية مع ماكينزي.
وقام
القائد دحمان بحملة عسكرية بمساعدة  عساكر المخزن للقضاء على احد  قواد 
“كنتة” والذي لقب نفسه “بالمتمهدي” وتبع فلوله حتى “شنكيط”، ودخل الى
“اطار” وعقد الصلح مع “إذاوعيش”.
وبالإضافة 
إلى ذلك فقد كان الجهاز المخزني يسعى الى ايجاد زعامات محلية أخرى جنوب
وادي نون وفي الساقية الحمراء ونخص بالذكر”محمد المصطفى ولد محمد فاضل ولد
ماميين” المعروف”بالشيخ ماء العينين”.
أبرز رجالات هذه الأسرة:
لقد أنجبت هذه الأسرة مجموعة من الشخصيات كان لها دور بارز في تاريخ المنطقة ولعل أشهرهم:
سليمان
بن علي : من قرية تينمي بتوات،وقد اشتهر في عصره،فكان له قبر معلوم -فيما
يقال – في قرية تينمي منذ القرن الحادي عشر الهجري ،وهو أول من انتقل
بالأسرة إلى واد نون،كما أن سلطته وصلت إلى الساقية الحمراء.
يوسف بن عبدا لله :انتقل هو الأخر من توات موطن أجداده ليستقر بموضع جنوب واد نون،عاش في أوائل القرن الحادي عشر الهجري .
الشيخ
محمد بن مسعود : يلقب ( أوشن) ومعناه الذئب وسبب تسميته بذلك اللقب أنه
كان في جيش حكومي قد نزل في المحل المسمى الحمادة على غير ماء وقد أضر
العطش بالناس ومن معهم من الخيل والبغال، وبينما الشيخ جالسا إزاء فرسه إذ
بها تخبط بحافرها حتى ظهرت تربة ندية فعمد إليها بما معه من حديد حتى وقع
على عين جارية فشرب هو وفرسه ثم ملأ قربة من الماء وذهب إلى رئيس الجيش
ففرج الله الغمة عنهم بسبب فرسه،فصارت العين تسمى منذ ذلك العهد إلى الآن
(الفرسية).
وقد كان في الجيش شلحيون وعرب فقال بعضهم منكتا أن الشيخ محمد-أوشن- أي الذئب فلقب بذلك منذ ذلك الحين حتى كان لقبا للأسرة .
كان عالما ورعا، وتنسب إليه كثير من المواقف الحميدة وقد سلمه المولى إسماعيل ظهير تعيينه واليا على قبائل تكنة والرقيبات .
الحسين
بن الشيخ محمد:خلفه والده على رئاسة القبائل، وقد ازدهرت التجارة في عهده
وكانت قوافله تصل إلى إفريقيا السوداء جنوبا والى مصر شرقا ويذكر أنه كان
فلاحا وكسابا للأنعام .
سالم بن عبد القادر:اشتهر هو أيضا بما اشتهر به أهل من رئاسة وفلاحة وتجارة.
عبيد
الله أوسالم :كان حيا سنة 1238 هجرية الموافق لسنة 1833 ميلادية وهو قائد
تكنة تجمعت حوله قبائلها واشتهر بأنه كان يناوئ الثائر بوحلاس فهرب من وجهه
والتحق بالسودان ،فعاد الثائر على داره فهدمها وقد أعانه على ذلك أحد
أتباعه وهو أ حمد الهيري ولكن القبائل لم تسكت بعد هذه الحادثة فتحالفت مع
قبيلة ايت موسى أوعل وقضت على الثائر بوحلاس .
وعند
قيام المولى سليمان بجولته عبر الصحراء عام 1217 هجرية الموافق لسنة 1802
ميلادية كان القائد عبيد الله أوسالم قد عاد من السودان فأقره السلطان على
قيادة تكنة بظهير لازالت العائلة البيروكية تحتفظ به .
واسم عبيد الله أوسالم ذكر في العديد من المصادر فيقول عنه المختار السوسي:«لم نعرف في تحديد عمره إلا انه كان يعاصر مولاي سليمان» .
بيروك بن عبيد الله : أ حد الأبناء الثلاثة لعبيد الله نال من الحظوة أكثر من سابقيه ومحبوب عند الناس أكثر من أخويه.
قال
عنه إبراهيم حركات:«وبمنطقة وادنون غربا من جهة السوس جنوبا،كان يوجد في
عهد المولى سليمان شيوخ تستقيل بالحكم في ظروف الفتن الأهلية بالأطلس وغيره
من مناطق المغرب هو الشيخ بيروك»
وقد
وظفت كلميم مجموعة من العوامل التي جعلت من بيروك أول عين لا في قبيلته
فقط ولكن في لفه حسب رأي المراقبين الأوربيين الذين جعلوا منه الممثل
السياسي لمجموع الكنفدرالية، فتحديد دور بيروك حسب نظرة الأوربيين إليه،فهو
العامل المستقل لواد نون والذي أصبح اسمه علما لهذه الدار الأميرية،وقد
تميز بيروك ببصيرته وسياسته السلمية واللبقة تجاه مجموع تكنة،كما عمل على
إعادة السلم والرخاء الاقتصادي والاجتماعي لمنطقة واد نون .
ويصف
الكاتب: L.PANET  بيروك بأنه «ذو ذكاء غير عادي وأنه أحد الشخصيات القوية
التي لا تخضع إلا لإحساساتها فإذا فعلت حسنا كان لها كل تقدير وعزة وإذا
فعلت شرا فهي على الأقل واعية بأنها أرادت خيرا»
محمد
بن بيروك : اشتهرا بالتدين وكان اكبر إخوانه الأربعة عشر ولذلك فمجرد وفاة
بيروك استدعاه السلطان سيدي محمد بن عبد الرحمان وسلمه ظهير لتعيينه على
منطقة الساقية الحمراء.
وقد
فاق محمد أهله في الرجوع إلى الله، وفي الكرم العربي العجيب، وقد قام
بالفلاحة العظيمة وبالتجارة مثل أبيه، ذهب إلى الطرفاية فسكن نحو سنة
1290هجرية فكان هو السبب في فتح مرسى هناك.
ولم
تكن مرسى الطرفاية ذات شأن قبله فأتاه الأمر السلطاني عام 1875ملادية بعد
طمع الانجليز في تلك الجهات في أن يتجه برجاله إذا ما حاول الأعداء وضع
أرجلهم على السواحل.
القائد
دحمان بن بيروك : أحد أولئك الأربعة عشر من أولاد بيروك وقد كان ينقاد
أولا لأخيه ولذلك برز معه في الأسرة بل برز أمامه مناوئا له فيما فعله في
طرفاية مناصرا للحكومة .
وكان
دحمان شجاعا وشديد الإخلاص للحكومة حيث عينه السلطان الحسن الأول منذ عام
1881 واليا بالساقية الحمراء ،وقد سلمه كذلك عام 1885 مهمة حراسة السواحل
من طرفاية إلى الداخلة وصد كل عدوان أجنبي على الصحراء .
وقدم
له المخزن السلاح الوفير لمدافعة الأجانب لأول مرة في تاريخ الولاة
بالساقية الحمراء وقد ثارت القبائل على قواده لكن دحمان لم يمسه شئ لأن
قبيلته تحبه لعدم ابتزازه لأموالها لذلك نجى مما وقع لأمثاله .
ومن
معاركه ما وقع بينه وبين سيدي أوهاشم التازروالتي حيث هزمه دحمان بمساعدة
القائد التمنارتي ثم اصطلحوا فيما بعد ،وكان للقائد دحمان اتصال كبير
بعظماء الناس من الرؤساء والعلماء والصلحاء كالشيخ ماء العينين وسيدي
المدني الناصري وكان للقائد دحمان ستة أولاد : علي فال، محمد،احمد سالم،
البشير، محمد أحمد، محمد بن سرية.
علي
فال دحمان: هو الذي ظهر في الأسرة بعد دحمان بظهير حفيظي في الساقية
الحمراء وإقرار الأمن واستثباته في ايت بعمران، ويوصف بأنه رجل مقاتل وقد
حضر يوما فأبلى في حرب أيت بعمران ،وقد تفرق البعمرانيون فيكون دائما أيت
الحسن مع ال بيروك او يصبويا مع الزفاطيين .
وكانت
الأحوال قد تردت في المغرب بشكل خطير واضطربت الأحوال في أيت بعمران فأتاه
الأمر السلطاني بالتوجه إلى عين المكان لإقرار النظام فأقام بالمهمة على
النحو المطلوب ولم تزد ولايته عن سنتين .
أحمد
سالم بن دحمان: توالى بعد أخيه وكانت معاهدة الحماية قد فرضت على المغرب
في وقت ولايته فانضم على رأس قبائله الصحراوية من الرقيبات وتكنة تحت راية
المجاهد أحمد الهيبة بن ماء العينين ودخل مراكش معه ثم رجع إلى تارودانت
وفي هذه الدينة الأخير
وفي هذه الدينة الأخيرة أدركه الأجل المحتوم في حرب مع حيدة سنة 1331 هجرية .
عابدين
دحمان: كان خليفة لوالده يلازمه دائما إلى أن توفي، وقد تولى بعد أخيه
أحمد سالم سنة 1331هجري الموافق لسنة 1913 ميلادية ،وقد صاحب مندوب السلطان
المولى إدريس بن عبد الرحمان إلى موريتانيا عندما حمل الظهائر السلطانية
لتنصيب الولاة في الصحراء،وكان عدد الظهائر حسب المختار السوسي أ ربعة عشر
ظهيرا لتوزع على الرؤساء بيد الشيخ ماء العينين وكانت وفاة عابدين دحمان
بمنطقة إدرار سطيف بأقصى جنوب واد الذهب .
القائد
دحمان الثاني بن عابدين :ترك عابدين ثلاثة أولاد: محمد وهو الكبير وعبد
الله و دحمان الثاني وأصل دحمان عبد الرحمان لأنها غيرته ألسن العجم،وقد
كان يترفع عن غير الملوك العلويين كالهيبة وغيره فلذلك ذهب إلى الصحراء عهد
الهيبة في سوس حيث بقي 14 سنة إلى أن رجع سنة 1348 هجرية ثم جاء الاحتلال
لتلك الناحية سنة 1352هجرية .
كانت
له شهرة حسنة ولما ظهر رؤساء آخرون ظهر معهم تو الظهور فكان أحد المنتخبين
للبرلمان يقول عنه المختار السوسي :«فها هو ذا الآن كأنه شاب في عنفوانه
وان كان شيخا ضعيف البنية إلا أن قوته الروحية والشجاعة التي سيطرت بدمائه
تجعله فرهدا جلدا قويا طموحا
المراجع التاريخية المعتمدة .
1- المختار السوسي، ايليغ قديما وحديثا، الرباط 1966 الصفحة: 266 هامش رقم: 582.
2- علي المحمدي، السلطة والمجتمع في المغرب نموذج ايت باعمران، الدار البيضاء، 1989 الصفحة 107.
3- المختارالسوسي، المعسول، الدار البيضاء، 1963 الجزء الأول ، الصفحة 279 .
4- المختارالسوسي، المعسول، الدار البيضاء، 1963 الجزء التاسع عشر، الصفحة 273 .
5- محمد الغربي، الساقية الحمراء ووادي الذهب، الرباط الدار البيضاء، الصفحة 176
6- المختارالسوسي، نفسه، الصفحة 273 .
7- المختارالسوسي، نفسه، الصفحة 274.
8- محمد الغربي، الساقية الحمراء ووادي الذهب، الدار البيضاء ،بدون تاريخ، الجزء الأول ،الصفحة 176.
9 – محمد الغربي، نفسه، الصفحة 179.
10- المختارالسوسي، المعسول، الدار البيضاء، 1963، الجزء التاسع عشر ، الصفحة 275.
11- محمد الغربي، الساقية الحمراء ووادي الذهب، الدار البيضاء، بدون تاريخ ، الجزء الأول الصفحة 179.
12 – المختارالسوسي، نفسه ، الصفحة 275.
13- المختارالسوسي، نفسه ، الصفحة 276.
14- ابرهيم حركات،المغرب عبر التاريخ، الدارالبيضاء 1984، الجزء 3، الصفحة 465.
15- مصطفى ناعمي، الصحراء من خلال بلاد تكنة،الصفحة 1
أسرة آلِ بيروك بوأد نُون وصولا الى تارودانت: النسب والمال والقوة ( المخزن )

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى