سلايدمجتمع

مراكش… مسرحية “حمان احمان” على الخشبة

 

بقلم: العربي كرفاص

شهدت رحاب مسرح مؤسسة أريحا 2 الداوديات بمدينة مرّاكش، مساء يوم 13
أبريل 2019، عرض مسرحية ” حمان احمان “، من تنظيم وإنتاج جمعية سبعة رجال
لفن الملحون والتراث المغربي، وبشراكة مع نادي خشبة الحي.


يُشار إلى أنّ المسرحية من تراث الملحون، مستوحاة من قصيدة حمان
الخربيطي للشاعر العيساوي الفلوس من مدينة فاس، وهي من تأليف وإخراج
الأستاذ محمد عبد الرحمن الصبطي، ومن تقديم نادي خشبة الحي.


واستلهمت المسرحية مادّتها التراثية من فن الملحون؛ حيث تمّ توظيف
مجموعة من القصائد، كقصيدة الطاجين والفرانة، ومحبوب خاطري والسفرية،
وبالطبع قصيدة حمان الخربيطي.


أمّا بخصوص موضوع المسرحية، فقد انتقل بنا كاتبها إلى عوالم الأوضاع
التي عرفتها البلاد بعد الاستقلال، من الفوضى إلى المآسي التي تعرّضت لها
شريحة من الناس، ليصبح حمان هو أصل هذه المآسي. حمان صاحب الأموال الطائلة،
والمتحكم في العديد من المجالات الاقتصادية، المرتبطة بالقوت اليومي
والمعيشي للمواطن، الطاجين المسروق …الخبز المحروق….فراق العاشق مع عشيقته،
التي كان يتمنى أن يبني معها أسرة ليؤسس لنموذج جديد من المجتمع
والعلاقات.


هذا، وبتتبعنا وتأملنا للمشاهد ، اتضح جليا أنّ مكامن القوة في المسرحية تتجلى في العناصر التالية:

– الجمع بين القصائد السالفة الذكر في خيط رفيع، بعيد عن العشوائية والتكلف؛

– استحضار الحكاية كمحور أساسي في المسرحية؛

– اعتماد الزجل والتشويق؛

– الربط بين الكوميديا والمأساة؛

كما أنّه من خلال العرض، يبدو للوهلة الأولى أنّ المخرج، وهو من قام
بدور التأليف، فضّل أن يجمع بين الأصالة والمعاصرة في تقديم العرض المسرحي.
فإلى جانب السينوغرافيا التي استلهم مادّتها من أسوار وأبواب المدينة
العتيقة والعريقة، والدّور القديمة والزي التقليدي، والحركات المرّاكشية
الأصيلة، والمستملحات الشعبية الممتعة، فإنه كسّر الجدار الرابع بجعل الحدث
بعيدا عن الإيهام، وتوفّقَ في خلق انسجام الجمهور مع المتن المسرحي،
بعلاقة بعيدة عن التكلف والتصنع، وحصل هذا حتى في تشخيص الأدوار في أحايين
كثيرة خلال العرض. أما الممثل فقد كان ممثلا ومغنيا في آن واحد.


وفي ختام العرض المسرحي، أبدى الجمهور تنويهه بهذا العمل الرّائع
والمتكامل، إبداعا وأداءا وحضورا على الخشبة، وذلك من خلال التصفيقات
المتكررة، وبقائه إلى نهاية العرض الذي دامت مدّته ساعة وخمسة وأربعون
دقيقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى