اسرار بريس
لدورة الرابعة للملتقى الوطني والدولي السنوي لمؤسسة تمسولت الخاصة
للتعليم العتيق متميزة بحق، وليست كسابقاتها من الدورات، والسبب ليس
انفتاحها على افريقيا واختيارها لدولتي مالي والسينغال ضيفتا شرف، ولا
الغنى والتنوع الذي عرفه برنامج الملتقى، ولا تشريف الملتقى بحضور الحسين
امزال عامل الاقليم لفعالياته بمعية شخصيات وازنة وفاعلة بالاقليم، وانما
نيله شرف الحصول على الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره
الله وأيده، والبادرة الطيبة التي خص بها عامل الاقليم الجسم الاعلامي
الحاضر والذي قام بتغطية فعاليات الملتقى، وهو تخصيص عمرة لأحدهم.
بادرة اقترحها عامل الاقليم وتكفل بها أحد المحسنين بعد أن تم توزيع عدد
من العمرات على الطلبة المتفوقين والمتميزين ضمن فعاليات الملتقى، ليأتي
اقتراح عامل الاقليم أثناء تناول وجبة الغذاء كتشجيع ودعم للاعلام المواكب
لجميع أنشطة الاقليم الرسمية في الجبل والحضر، وهو ما اعترف به غير ما مرة
امام الملأ كدعم معنوي.
البادرة اتت بعد اختتام فعاليات الملتقى الوطني والدولي السنوي لمؤسسة تمسولت، عشية الأحد 28 أبريل 2019،
بمقر مدرسة تمسولت العتيقة بجماعة سبت تفراوتن باقليم تارودانت، والذي
تنظمه جمعية المساعي الحميدة، بمناسبة الذكرى السادسة عشرة لميلاد ولي
العهد الامير الجليل مولاي الحسن، يومي 27 و28 أبريل 2019، تحت شعار: “فاستبقوا الخيرات.. خدمة للدين والوطن”.
عامل الاقليم كلف احد الزملاء الاعلاميين بتسجيل الأسماء، والذي لم
تتركه الفرحة بهاته البادرة استكمال وجبة الغذاء، ليبادر بفتح لائحة
للاعلام الحاضر وتسجيل الأسماء وهو عمل دعمناه فيه بحضور بقية الزملاء
الاعلاميين الذين كانوا جالسين معه على نفس طاولة الغذاء، لتسجل تسعة
أسماء، وفي لحظة تتسع اللائحة لتشمل 22 اسما..!
وبعد الانتهاء من تناول وجبة الغذاء، تم الانتقال لباحة المدرسة حيث
اجريت قرعة أمام الحاضرين لاختيار الاسم الفائز، وكلت فيها مهمة اختيار
الاسم أو الورقة الفائزة للطفلة الصغيرة ملك القادمة من الصويرة، وهي طفلة
معجزة ذات قدرة على القيام بعمليات رياضية بأعداد كبيرة وفي وقت قياسي وتم
تكريمها خلال الملتقى، ليفوز بالعمرة ممثل إحدى القنوات التلفزية.
عبرنا عن رأينا في أحقية الاعلام الالكتروني المحلي بهاته العمرة، والتي
لولا اقتناع عامل الاقليم بالجهد والعمل الذي يبذله الجسم الاعلامي المحلي
في التعريف بالنهضة التنموية التي يعرفها الاقليم على جميع الاصعدة ما كان
ليقترحها أصلا، ليصدمني احد كبار المسؤولين بتعليقه: “أنت قلبك أكحل”،
وأجيبه كما أجبته في حينه، أنا أتحدث بمنطقية وعقلانية، والبادرة لم تأت
الا اعترافا بما سلف، ولا علاقة للأمر بالقلب الأسود أو الأبيض.
البعض سيقول المسألة مسألة حظوظ أو أرزاق، وهنا سنذكر بالماراطون الذي
أقيم في تارودانت، والذي خصصت له كجائزة سيارتان، بتوجيه من عامل الاقليم،
السيارة الأولى ستكون من حظ المتسابق الاول، أما السيارة الثانية فستكون من
حظ أول متسابق روداني يفوز في السباق ولو كان في الرتب الأخيرة، وذلك رغبة
من عامل الاقليم في ان يستفيد أبناء الاقليم أيضا من الجائزة. ومن هذا
المنطلق أحاجج بأحقية الاعلام الالكتروني المحلي والمواكب طبعا للأنشطة
الرسمية بهاته الالتفاتة الكريمة.
البعض أيضا قد يظنه رأيا منفردا لأنني عبرت عنه علنا في حينه، مقابل صمت
الباقين، ولكن الصمت المطبق وجو الكآبة الذي سيطر على الجسم الاعلامي
المحلي في رحلة الرجوع كان أكبر دليل على عدم الرضى والفرحة التي انقلبت
صدمة، ففي الوقت التي تخيلت فيه النفوس الفوز وتلقي التهاني من افراد
الأسرة والجيران والأصدقاء الحقيقيين والافتراضيين وتقاسم الفرحة على
الفضاء الأزرق وتبادل التهانئ بين الرودانيين، تتبخر الفرحة أمام أعينهم،
ليعود الجسم الاعلامي المحلي ادراجه من الملتقى بخفي حنين وكالمعتاد في
جميع الأنشطة ولكن مع احباط آخر. مع العلم أن تكلفة العمرة لم تعد أمرا
مكلفا جدا، ولكن أن تكون اعترافا وتكريما من عامل الاقليم للجسم الاعلامي
الالكتروني المحلي فلها قيمة كبرى.
والحال هاته نتمنى من الحسين امزال عامل اقليم تارودانت، وهو الحكيم
والواسع الحيلة أن يخصص مبادرة تشجيعية للاعلام الالكتروني المحلي إذا كان
في الأصل المعني بالمبادرة السابقة، أما إن كانت للصحافة عموما فلزملائي
أقول ورمضان على الأبواب أهله الله علينا وعليكم وعلى جميع المسلمين باليمن
والبركات، وإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.