اسرار بريس متابعة
على بعد 20 كيلومترا غرب مدينة سطات في اتجاه مدينة الجديدة عبر الطريق
الجهوية 316، توجد جماعة أولاد سعيد، البالغ عدد سكّانها 9271 نسمة، وفق
الإحصاء العام للسكّان والسكنى المنجز في 2014.
وتتوفر الجماعة على
مقر لها وقيادة ومؤسسات تعليمية ابتدائية وثانوية عمومية وخصوصية وسوق
أسبوعي ومقر للدرك الملكي ودار عائلية تعتبر المتنفس الوحيد لشباب القرى
المجاورة.
ويرى أغلب الباحثين أن أولاد سعيد قبيلة عربية تطلق على عدّة مناطق تابعة
لقبائل الشاوية بالمغرب، وترجع أصولها إلى عرب سويد من بني هلال، المنحدرين
من قبيلة مالك بن زغبة، في حين يعود أصل الاسم الذي تحمله القبيلة إلى أحد
رؤسائها القدماء المدعو سعيد بن عثمان بن عمر بن المهدي.
على جانب
الطريق إلى أولاد سعيد حقول خضراء تحتاج مزيدا من الأمطار، خاصة القطاني
كالفول والعدس. وعند وصولنا مركز أولاد سعيد أثار انتباهنا أزبال منتشرة
هنا وهناك، ومواشٍ ترعى وسط المركز وداخل ملعب تجهيزاته مهترئة، وبنية
تحتية هشة، إضافة إلى احتلال الملك العمومي.
النفايات.. “المرض المزمن”
يشكّل مطرح النفايات الجماعي، الموجود بمزرعة وفضاء أخضر مغطى بأشجار
الزيتون، مرضا مزمنا عمّر لما يزيد عن 30 سنة، وقد اعتبره أحد السكان،
الذين صادفتهم هسبريس، عارا وعيبا، خاصة أن المطرح قريب من السكان وبعض
المؤسسات الخاصة والعمومية.
وتزداد تأثيرات المطرح مع ارتفاع درجة
الحرارة، حيث تصير الرائحة كريهة، وتكثر الحشرات الناقلة للأمراض، وتنتشر
الكلاب الضالة، التي تهدد سلامة السكان، خاصة تلاميذ المؤسسات التعليمية
المجاورة، وكذا السكان الذين يستعملون الممر الطرقي المحاذي للمطرح، والذين
سبق لهم أن نظموا وقفة احتجاجية للمطالبة بإجلاء الأزبال والبحث عن مطرح
خارج المركز، لكن دون جدوى.
مطالب بالتنمية
في تصريح لهسبريس، قال ميلود أسمين، عن المرصد الوطني لمحاربة الرشوة
وحماية المال العام، إن أربعاء أولاد سعيد آهلة بالسكان وتعيش حالة مزرية،
مشيرا إلى أن البنية التحتية هشة، وأن الطرق صالحة للزراعة، إضافة إلى
انتشار الحرفيين بطريقة عشوائية، زيادة على انتشار الأزبال، خاصة على مستوى
مطرح النفايات بالمركز القريب من مدرسة تعليمية، وغياب الحاويات الخاصة
بالنفايات، وانعدام المراحيض بالمركز، وهو ما يؤثر على المواد الغذائية في
غياب المراقبة والزجر.
وأضاف
أسمين أن المسالك الطرقية الرابطة بين المركز والدواوير غير مكتملة، وهو
ما يزيد معاناة المواطنين في فصل الشتاء بسبب الأوحال. ووجه المتحدث
انتقاده اللاذع إلى الخدمات الصحية بالمنطقة، معللا ذلك بغياب الديمومة،
وقلة الأدوية، وانتقال مجموعة من المرضى يوم الأربعاء، الذي يصادف السوق
الأسبوعي، إلى مركز أولاد سعيد طلبا للعلاج.
وبخصوص
الاهتمام بالشباب، أوضح الفاعل الجمعوي أن الشبان يفتقرون إلى ملعب للقرب
ودور الشباب، وهو ما يساهم في دفعهم إلى الانحراف، مطالبا بتوفير ظروف
العيش الكريم للمواطنين، خاصة بالعالم القروي كما نادى بها ملك البلاد.
والتمس من ممثل السلطات الإقليمية الجديد زيارة مناطق عدّة كأولاد سعيد
ومزورة وكدانة.
رئيس الجماعة غائب
تصريحات
المواطنين والحقوقيين ومطالبهم المشروعة في التنمية والعيش الكريم جعلتنا
ننتقل إلى مقر جماعة أولاد سعيد لأخذ رأي المجلس وكشف مقترحاته وبرنامج
عمله التنموي للمواطنين، إلا أننا لم نجد الرئيس أو من ينوب عنه بالمكتب.
وقد
ربطنا الاتصال برئيس الجماعة، إلا أن هاتفه ظل يرن دون جواب. كما بعثنا له
رسائل هاتفية أطلعناه فيها عن صفتنا والقصد من اتصالنا، إلا أننا لم نتلقّ
منه أي جواب طيلة أسبوع. عن هسبريس