اسرار بريس عبد الجليل بتريش
نظم المنتدى المغربي البلجيكي للتعاون و التنمية و التضامن على مدى
يومين 09 و 10 مارس 2019 بمدينة تارودانت ندوة في موضوع : ” المجتمع المدني
: الديمقراطية ، التنمية والجهوية”.
الندوة الدولية التي اعتاد أن ينظمها المنتدى المغربي البلجيكي للتعاون و
التنمية و التضامن كل سنة افتتحها السيد نورالدين صادق بكلمة ترحيبية
مشيرا الى السياق العام لهذا اللقاء ، حيث أضحى عرسا سنويا في نسخته 17 ، و
هذه السنة لها ظرف خاص يتمثل في كون مدينة تارودانت عاصمة للمجتمع المدني
لسنة 2019 .و بعد قراءة الفاتحة ترحما على أحد ركائز المنتدى المغربي
البلجيكي الفقيد محمد الصباحي ، ألقى رئيس المنتدى السيد عبد العزيز سارت
كلمة رسمية ، ركز من خلالها على الظرفية العامة التي تعقد فيها الندوة ليس
على المستوى المحلي و الجهوي و الوطني بل في سياقات الدولية و التحولات
الدولية التي تعرفها الاقاليم في تلك اللحظة . في السياق ذاته تدخل السيد
عبد الكبير لمين باسم اللجنة المنظمة مستحضرا احتفاليات تارودانت عاصمة
المجتمع المدني لسنة 2019. ولتنوير الرأي العام قدم المنظمون شريطا يلخص
أشغال الدورة السابقة .كما خصصت ورقة في موضوع الدورة الحالية نوردها كما
يلي :
تقديــــــم:
يتفق المراقبون، وكل الذين يتابعون تطور الشؤون المغربية ليؤكدوا أن
المغرب عرف، منذ تولي جلالة الملك محمد السادس، تحولا عميقا كنتيجة
للإصلاحات المتعددة والشجاعة، التي أعطيت انطلاقتها تحت سلطة جلالته. إن
دينامية الإصلاحات هذه تغطي مجموع الحياة السياسية، الاجتماعية والاقتصادية
للبلد، وتمتد لتشمل المظاهر الدستورية، والمؤسساتية والهيكلية، التي تقوم
عليها الدولة المغربية .إنه لمن المفيد التذكير بمختلف النجاحات التي تم
تحقيقها على مستويات تدبير مسالة وحدتنا الترابية ورش الجهوية، حقوق
الإنسان، والصيغة الجديدة للدستور. إن هذا التحول الذي تدعمه استراتيجية
التنمية، ودينامية إرادية للإصلاحات الديمقراطية، لم يكن لها لتنطلق لولا
التقاء كل النيات الحسنة، وانخراط مختلف القوى الحية التي يتضمنها هذا
المجتمع. هكذا ولتمنيع كل هذه المكتسبات الديمقراطية والبنيوية، فإن المغرب
لا يمكنه اليوم أن يتجاهل دور المجتمع المدني. هذا المجتمع الذي أثبت
تطوعه المسؤول، وديناميته الكبرى. من خلال انشغاله بقضية حقوق الإنسان،
والمساواة والعدالة الاجتماعية، والذي بدأ يفرض نفسه شيئا فشيئا كحارس يسهر
على احترام مبادئ الشفافية، والمسؤولية، والمحاسبة، والتي من دونها لن
يكون هناك وجود للحكامة الجيدة ولا للديمقراطية. ومن البديهي أن يكون انخرط
مغاربة العام في الدفاع عن وحدتنا الترابية، وفي تنمية أقاليمنا الجنوبية،
وفي تعزيز الدينامية الوطنية للإصلاحات والتنمية الاقتصادية والبشرية،
وتعبئتهم نموذجية.
إن المعرفة والخبرة ( السياسية التكنولوجية العلمية و الفنية ) التي
راكموها في احتكاكهم مع مختلف مجتمعات الاستقبال في الغرب أو في غيره، لا
تحتاج إلا إلى توحيدها وتعبئتها في الاتجاه الذي يخدم المصالح العليا
للوطن.
إن الاعتراف بالدور المركزي الذي يضطلع به المجتمع المدني، سواء بالمغرب
أو ببلدان الاستقبال، في مسلسل التنمية الديمقراطية، والسوسيو- اقتصادية،
لم يعد مجرد مطلب سياسي، بل إنه أضحى ضرورة ملحة. وفي هذا الاتجاه، نسعى
إلى توحيد فعلنا، جميعا، وأينما تطلب الأمر ذلك.
الأهـــــــداف:
و وعيا منا بأهمية الفعل الجمعوي، في كل ما يرتبط بإشكالية الإصلاح
الديمقراطي، والتنمية المستدامة والديمقراطية والتطور السوسيو- اقتصادي،
نطرح للنقاش هذا السؤال الجوهري بالنسبة للمغرب، ولفاعلية السياسيين،
ولمجتمع المدني.
إن هدفنا الأول هو تعبئة الفاعلين الجمعويين للمجتمع المدني بالمغرب
ولدى مغاربة العالم، حول ما يمثله المغرب في مجال التنمية الاقتصادية،
والاستقرار السياسي، والتحول الديموقراطي.
في ختام هذا المنتدى، ستنظم زيارات، ولقاءات التقويم ومتابعة مشاريع مع
شركائنا القدامى منهم والجدد، ونحن نتوقع عددا من المبادرات، وكثيرا من
المؤازرة، بهدف تعبئة موارد مالية إضافية، تمكننا من إطلاق مشاريع جديدة.
يتعلق الأمر بتقوية وتطوير شراكات مع المجتمع المدني المغربي، داخل
المغرب وبالخارج، بمساعدة السلطات العمومية المغربية، والبلجيكية،
والأوروبية.