محمد السرناني
الفوضى باتت عنوانا عريضا للسوق الأسبوعي لجماعة ايكودار المنابهة ، حيث
الوضع يبعث على القلقل أمام عشوائية مستشرية وعبث لا ينتهي في غياب التنظيم
أمام مرئى ومسمع المنتخابون على تدبير الشأن العام المحلي بالرغم من كونه
يعتبر من أقدم وأكبر الأسواق الأسبوعية. في المنطقة ويشكل ذاكرة ومعلمتها
التاريخية الذي الفه سكان المناطق المجاورة ،ولايقتصر فضاء هذا السوق الاسبوعي على كونه سوقا للتبضع فقط بل أنه
فضاء يحمل الكثير من الدلالات ، وهو واحد من الموارد المهمة للمجلس الجماعي
، وبالرغم من ذلك فانه يعيش اهمالا كبيرا منذ سنوات بل منذ مجالس جماعية
متعاقبة ، فلا تنظيم ولا مراقبة ولا نظافة ولا هيكلة والشعار
السائد هو العشوائية ، حيث ان فناء السوق لا يتم استغلاله بشكل جيد ومنظم
فجل التجار أصبحوا يحتلون حتى الشوارع والامكنة المخصصة للراجلين ، وكنتيجة
لهذا التكدس يعم الازدحام وتختلط البضائع بالارجل وتلتصق الايدي بالجيوب
ويقع ما لا تحمد عقباه ، وما يزيد الوضع تعقيدا هو دخول السيارات والحمير الشيء
الذي يحيل ذلك الفضاء الى فوضى منظمة..
كل مرافق السوق الاسبوعي تعاني من الاهمال وغياب شروط صحية تحمي صحة
المستهلك والسكان، لان الاقبال على هذا المكان كمرفق عمومي يجب حمايته
وحماية مرتاديه والتفكير في حلول ناجعة من شأنها تحديث وتطوير فضائه
واعطائه الاولوية لكونه موردا رئيسيا لميزانية المجلس الجماعي ورأسماله
الضروري..
ويعتبر الاهتمام بالأسواق الأسبوعية مدخلا للتنمية الترابية حتى وإن
كانت طرق تدبيرها من طرف المجالس المنتخبة قد باتت متجاوزة، على الرغم من
تحسيس مديرية الجماعات المحلية بوزارة الداخلية بأهمية جعل الأسواق
الأسبوعية في صلب السياسات العمومية بالعالم القروي ورغم توصياتها
بالاستعداد لمواكبة الجماعات في مشاريعها المرتبطة بهيكلة الأسواق سواء
بشكل مباشر أو عن طريق صندوق التجهيز الجماعي. وهان تطرح السؤال السيوق يفوق مدخله 100 ملون سنتيم وهدا الشئ الذي لم يعد مقبولا
أن يبقى على حالته الراهنة متدهورا صيفا وشتاء بل صورة حقيقية معبرة عن
سوء تنظيم مجالات الاستهلاك وغياب العرض التجاري المتجانس الموحد. لكن غياب
تعميق التفكير في استغلال هذا السوق بشكل حديث ومعقلن لاستيعاب وتنظيم
الباعة نتجت عنه مظاهر فوضى عارمة تجد بائع سموم الفئران والحشرات الضارة بجوار مقلاة
لقلي السمك، وأن تجاور الأدوات المدرسية الطماطم والبصل، وأن تعرض للحوم
الدجاج والسمك وسط الغبار.وفي غياب حاويات لجمع الأزبال، يتحول أحد حضيرة الحمير المجاورة للسوق، والمجزرة قال
عنه أحد العشاق الذين يرتادونه بانتظام إنه شيد منذ الستينيات من القرن
الماضي، وكما كان هو باق لم يطرأ عليه أي تغيير منذ عهد الإستقلال
والتحرير، فهذا خضار يعرض سلعته على أرض قفار لا حواجز ولا سقيفة تحميه من
صفعات الغبار، ولفحات أشعة شمس النهار، وذاك جزار يعرض لحوم على طويلة خشاب في غفلة من
المجلس الجماعي وأصحاب المراقبة الصحية، وبالجوار كلاب ضالة تنتظر وجبة
سخية من عظام وبقايا لحم وشحم وسط مزبلة حقيقية ومكان لرمي النفايات والمتلاشياتساحة السوق مباشرة بعد انتهاءه ،فلا يعقل أن تظل ابدا مخلفات السوق والأزبال طيلة أربعة أو خمسة أيام مكدسة في الساحةت
تتجول بالسوق الأسبوعي ب ايكودار المنابهة ، نواحي تارودانت، تكتشف وكأنك
ركبت كبسولة الزمن، ورمت بك في ستينيات القرن الماضي. حيث لا زالت المحلات
عبارة عن “عشات” أكواخ، تحيط بها القدارة من كل ناحية. كوخ لا يشبه للكوخ
المجاور له، كما في الصور مشكلين سوقا، لا يصلح إلا لتمثيل فيلما من أفلام الحرب
العالمية الأولى. .
فضاءات السوق لا تتوفر على أدنى شروط الصحة