سلايدسياسة

تارودانت.. تحت الرعاية السامية لجلالة الملك، عامل الإقليم يترأس غدا الدورة السادسة للموسم السنوي للمدارس العتيقة في موضوع : دور العلماء في المملكة المغربية


تارودانت.. تحت الرعاية السامية لجلالة الملك، عامل الإقليم يترأس غدا الدورة السادسة للموسم السنوي للمدارس العتيقة في موضوع : دور العلماء في المملكة المغربية

برحيل بريس  محمد جمال الدين
سيترأس صباح يوم غد الثلاثاء السيد الحسين امزال عامل إقليم تارودانت
والوفد المرافق له افتتاح الحفل الديني لافتتاح الدورة السادسة للموسم
السنوي للمدارس العتيقة في موضوع : دور العلماء في المملكة المغربية  والتي
سينعقد في الفترة مابين 3 إلى 10 أبريل 2018. تحت الرعاية السامية لجلالة
الملك محمد السادس حفظه الله
فبعد النجاح الكبير التي حققته الدورات الخمس السابقة للموسم السنوي
للمدارس العتيقة، وسيرا على نهج السنة الحميدة التي سنتها مؤسسة المدارس
العتيقة مند نشاتها، وتحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس
نصره الله، وبتعاون مع وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية، المجلس الاعلى،
عمالة تارودانت، ستنطلق غدا الثلاتاء 3 ماي 2018 بقاعة المؤتمرات الكبرى
بالمركب الديني والثقافي والإداري لأوقاف تارودانت، اشغال الدورة السادسة
للموسم  الديني للمدارس العتيقة،
ومن المنتظر كذلك أن يحضر كذلك حفل افتتاح هذا الموسم الديني كل من
الامين العام للمجلس العلمي الاعلى، ووالي جهة سوس ماسة، ورئيس المجلس
العلمي المحلي ورئيس مؤسسة سوس للمدارس العتيقة، اضافة إلى وعدة شخصيات
مدنية وعسكرية ومنتخبين، رؤساء المجالس العلمية، ممثلي السلطات المحلية
والامنية، رؤساء المدارس العتيقة، والفقهاء والعلماء وطلبة المدارس العتيقة
وجال الغعلام والصحافة. والعديد من من المهتمين بالشان الديني  جهويا
ووطنيا

ويذكر ان المغرب عرف منذ القديم بعلمائه الكبار الذين جمعوا إلى تحصيل
العلوم، سمو الأخلاق في معاملة الناس، وخدمة المجتمع، بصدق وحسن نية،
والحرص على مصالحه، والحفاظ على أمنه وسلامته، فكانوا بذلك مجانبين لحظوظ
النفس في أعمالهم بسعيهم في صلاح الأمة واستقامتها، ملازمين لأحكام الشرع
في المحافظة على بيعة ولي الأمر ومحبته، ونصحه وإرشاده – إن اقتضى الحال -،
والدعاء له بالسداد والتوفيق، ومناصرته في الدفاع عن البلاد، ومكافحة ما
يتهددها من أخطار داخلية أو خارجية.
وقد نشأ هؤلاء العلماء الأعلام – الذين أسهموا في الدفاع عن بلدهم، وحمايته
من الفتن والاضطرابات – في المدارس العتيقة والمساجد والزوايا والرباطات
التي احتضنها المجتمع، وأسهم في عملها بدعمها بشتى السبل. وقد خرجت هذه
المؤسسات العلمية علماء عظاما وفقهاء كبارا تربوا على ملازمة كتاب الله
تعالى حفظا وتحفيظا وتدبرا وتفهما، ومدارسة حديث رسول الله استيعابا
واستلهاما، والاعتكاف على الفقه المالكي، دراسة ومذاكرة وتنزيلا على
الواقع، والتعمق في فهم العقيدة الأشعرية، ترسيخا لأركان الإيمان، وتثبيتا
لها في النفوس، ولم يغفل العلماء عن جوانب التربية الروحية، والسمو الخلقي
فكانت هذه المؤسسات التي خرجت العلماء أعصرا متلاحقة، تولي هذه الجوانب
كلها أهمية خاصة، ليكون العالم قدوة للناس بعمله بما علم، وبإخلاصه في
سعيه، واستقامته وانصرافه عن الأهواء.
هكذا ظهر علماء ربانيون، وفقهاء محسنون، كانوا أئمة الهدى ومصابيح الدجى،
هَدوا الناس إلى أقوم السبل، وسلكوا بهم أفضل الطرق، جاعلين الرحمة
أسلوبهم، والموعظة الحسنة منهجهم، والصبر والحدب دأبهم، وجمع الكلمة وتوحيد
الأمة هاجسهم، فكانت نتيجة ذلك كله، استقامة الناس على سبيل الشرع الحنيف،
واجتماع كلمتهم على أئمتهم وملوكهم وأمرائهم، واشتغالهم بنية صالحة وجد
ودأب على عمارة الأرض وبناء الحضارة وتحقيق الاستخلاف الرباني للأمة الوسط
في الأرض، لتكون شاهدة على العالمين.
وقد ظهر واضحا – في العصر الحديث – عمل علماء المغرب في خدمة المجتمع
والحرص على صلاحه، بفهم حاجاته، واستيعاب ما يواجهه من تحديات، وما طرأ في
العصر الحديث من مستجدات، مع إدراك دقيق لمآلات الأمور، واستحضار لمقاصد
الشرع، في علاقتها بحاجات الناس وضروراتهم، دون الخروج عن الأحكام الشرعية
والنصوص القطعية، والمقاصد الدينية.
لقد استطاع علماء المغرب – والحمد لله – بفضل استيعابهم للخصوصية الوطنية
والاجتماعية والبيئية المغربية، وتعلقهم بالثوابت والخيارات الدينية
والوطنية، أن يبنوا نموذجا متميزا لعلاقة العالم بمجتمعه – في سياق الفهم
المغربي القويم لتدبير الشأن الديني- باعتبار الشرع الرباني رحمة للناس لا
عقابا لهم، وعَدِّ التوجيه والإرشاد، وسيلة لتذكير المسلمين بربهم، ودعوتهم
إلى دينه وتبشيرهم برحمته ومغفرته، مع اجتناب تنفيرهم وتيئيسهم وإغلاظ
القول لهم، مما أسهم في الحفاظ عل الأمن الروحي للمغاربة، وبهذا النهج
استطاع العلماء المغاربة أن يسلكوا إلى قلوب الناس أقوم السبل، فكانت لهم
عندهم مكانة مكينة، واحترام متميز، وتقدير وافر، يقفون عند أقوالهم،
ويتأثرون بمواعظهم، ويتلقفون فتاويهم، ويهتدون بإرشادهم، ويستأنسون
باستشاراتهم، ويسعدون بدعواتهم.
كما حمل علماء المغرب هذا العلم وذاك الخلق وتلك الحكمة أينما حلوا
وارتحلوا، فوصل تأثيرهم إلى أقاصي مساجد الشرق ومدارسه، كما بلغ عمق الدول
الإفريقية الجنوبية، فشاهدت مراكز العلم هناك جولات علماء المغرب ومصلحيه
الربانيين، في التعليم والتربية والإرشاد، مما بقي مدونا في سجلات التاريخ
وكتب التراجم، ليشهد على إشعاع العالم المغربي الرباني أينما حل، وانتفاع
الخلق بهم حيثما ارتحل.
إن هذا المنهج الذي سلكه علماء المغرب قديما وحديثا، وهذه الحكمة التي
استندوا إليها، هي التي مكنت المغاربة من الحفاظ على سكينتهم وطمأنينتهم،
في وقت تموج فيه البلاد الإسلامية في مختلف المناطق بالفتن المضطربة،
والصراعات الشديدة، والمشاكل العويصة، حتى أضحى تدبير المغرب لشأنه الديني
نموذجا فريدا في النجاح، ومثالا متميزا في التوفيق، تسارع المجتمعات إلى
استلهامه والاستفادة منه، وترسل الدول أبناءها للأخذ عن علمائه والاستفادة
من علمهم وأخلاقهم.
إن ذلك كله يدفع الباحثين والمفكرين إلى دراسة شخصية العالم المغربي عبر
التاريخ، والبحث في أسباب تميزه، واتصافه بالحكمة والتعقل، وابتعاده عن
الفتن ودوافعها، وتحليل ارتباطه بإصلاح المجتمع، ورعاية الأمة، وجعل ذلك
أولى أولوياته، وتبعا لذلك ارتأت مؤسسة سوس للمدارس العتيقة تخصيص الدورة
السادسة للموسم السنوي للمدارس العتيقة للبحث في موضوع:
دور العلماء في المملكة المغربية
وذلك بهدف استجلاء الجوانب المختلفة لعلماء المغرب عبر التاريخ، وهي:
– المكونات العلمية والفكرية والثقافية.
– المستويات التربوية والسلوكية.
– التوفيق والنجاح في مهمة التربية والتكوين.
– الاندماج في المجتمع والتعامل مع قضاياه وتحدياته.
– الإسهام بفعالية في الحفاظ على الأمن الروحي للمجتمع وسكينته.
– الإخلاص لولاة الأمور الذين تقلدوا مسؤولية الإمامة العظمى.
كما تهدف الدورة إلى دراسة سبل الحفاظ على تكوين العالم المغربي في الجوانب
العلمية والتربوية والوطنية، لكي يستمر في أداء وظيفته والقيام بمهمته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى