بقلم محمد مستاوي//
ما أكثر مصادر الألم النفسي والذهني في وطننا يختلف من جهة إلى أخرى ومن إقليم إلى آخر ومن حاكم إلى آخر.
لن أتحدث عن إصلاح الدرهم وتعويمه، فهذا شأن من يملكون ضيعات وفنادق وبواخر وعمارات وأرصدة بنكية.
فقط كإعلامي تؤلمني تصرفات بعض من يرفضون الانخراط في التغيير
الاجتماعي والاقتصادي والسياسي. وفضلوا الإخلاص لتصرفات ما يصطلح عليه
بحكومة الداخلية التي كونتهم تكوينا قمعيا، هذا النموذج المخلص للماضي
القريب والبعيد، يوجد للأسف في عمالة تارودانت، يتحكم في كل شيء بقبضة من
حديد هو الآمر الناهي، إنه مسؤول بالعمالة وهو الذي عقد أخيرا شراكة مع
جمعية ازمزا للثقافة والتنمية لإقامة مهرجانها السنوي الخاص بالسنة
الأمازيغية، طبعا تم الاتصال بالعديد من المساهمين بما في ذلك المجلس
الإقليمي والمجلس البلدي لتارودانت والمجلس الجهوي لجهة سوس ماسة وعدة
شركات إقليمية وجهوية والخواص.
هيأت جمعية ازمزا البرنامج الثقافي والفني والتكريمي حسب ما جرت
به العادة، وتم عرضه على السيد عامل الإقليم الذي وافق عليه مستحسنا تكريم
الشاعر الباحث محمد مستاوي الذي كرس قلمه وإبداعاته وأبحاثه للعالم القروي
التابع لإقليم تارودانت إضافة إلى تحقيقات صحفية يعرف فيها بمعاناتهم
ويكشف جوانب التهميش.
جريدتنا الاتحاد الاشتراكي ساهمت وتساهم في فتح صفحاتها لتلك
المعاناة، هذا الملف الإعلامي هو الذي أرق هذا المسؤول بعمالة تارودانت
الذي صرخ في وجه اللجنة التابعة لجمعية ازمزا والتي اقترحت تكريم محمد
مستاوي قائلا لماذا لم تقترحوا تكريم غيره ؟
هذا الاسم لا يروقني، لما حاوروه وجدوا أنه يجهل كل شيء عن
إبداعاته وأبحاثه وإخلاصه لساكنة هذا الإقليم بل وتم تكريمه أكثر من عشرين
مرة على الصعيد الوطني.
وبتاريخ 12-01-2018، بدأ سيادته ومساعدوه في إعلان الحرب على
الجمعية وعلى المحتفى به، فبعد ترخيصهم باستعمال قاعة التنمية البشرية تم
إخبارهم في آخر لحظة بإلغاء الترخيص مما جعل اللجنة الثقافية تتصل بالبلدية
حيث تم الترخيص باستعمال قاعة الاجتماعات للندوتين الصباحية والمسائية تحت
شعار “الثقافة والتنمية”، لم يحضر أحد من المنتخبين ولا من السلطة المشاركة في المهرجان.
مساء الجمعة أمسية ثقافية وكلمات في حق المحتفى به من طرف
جمعيةازمزا في قاعة خاصة، ومساء السبت 13-01-2018 امتلأت ساحة 20 غشت في
الهواء الطلق، أخبرتني اللجنة المنظمة بأن هذا المسؤول يمنع منعا باتا
إلقاء الكلمة من طرف المحتفى به إلا بعد الاطلاع عليها واستغربت أن أطالب
بما لم أطالب به في حكومة الداخلية بل ومنع الجمعية من أن تلقى كلمتها أمام
جمهورها كالمعتاد في جميع المهرجانات المنظمة من طرف جهة ما.
ومع ذلك لابد من الشكر للسيد العامل الذي صعد المنصة وهنأ
المكرم بتكريمه وسلم له تذكارا قبل أن يرتجل المحتفى به كلمة شكر الممنوعة
أمام جمهوره وطلب أفراد جمعية من قرية المحتفى به ووافدون من الدارالبيضاء
أن تلقى كلمة مختصرة في حقه فكان الرفض من نصيبها الخ.
دون الإشارة إلى التصرف الكلي في ميزانية المهرجان من طرف هذا
المسؤول ومساعديه بعد استبعاده جمعية ازمزا فيما يخص تنفيذ الميزانية
المقترحة من طرفها وعرضتها على السيد العامل ووافق عليها. وبالمناسبة لابد
من الإشارة إلى أن هذا النوع من التصرف يعتبر حطبا وعود ثقاب للحراك في هذه
الجهة وتلك.
أن تطلب من مواطن له ما عليك من حقوق وعليه ما عليك من واجبات مراقبة كلمته قبل
إلقائها، إهانة له ولوطنه ومواطنيه بل وإهانة للدستور المغربي الذي ينص
على حرية التعبير وأنصح جمعيات المجتمع المدني بعدم عقد شراكة مع السلطة من
هذا النوع وقد تكون لنا عودة إلى خروقات أخرى.