السلطة الرابعةسلايد

حسن الحافة الطائر الطنان، فانكوغ تارودات.

 متابعة جريدة المغرب الان

المغرب الآن- بوشتى الركراكي:حسن الحافة هذا الطائر الطنان تعجبني
سخريته من الأحداث و الوقائع…تعجبني أكثر عفويته في الحديث..تعجبني
تلقايته، تحس كما لو انه نسخة كربونية من محمد شكري، لكن بوشاح آخر، صحيح
انه ورث عنه دخان كازا و تنوع أصناف الدخان وفق ما يتيح ما تبقى من ” صرف
السخرة”. إلا انه شرب عنه عصير تقطير الشمع على الأحداث و المعيش اليومي في
تدويناته و خواطره و لقاءاته المباشرة من خلال كاميرا جواله و حاسوبه
المعطوب، الرخيص الثمن النفيس القول ونبوغ قاءله.

حسن الحافة طاقة ابداع كبيرة تدوم و تقبر و تنتهي مثلها مثل آلاف
الطاقات التي لم ينصفها القدر. و ارتأت عدالة السماء أن يكون موطنها و
مقعدها في الصفوف الخلفية.

حسن الحافة نموذج لعشرات آلاف من المغاربة تتوفر فيهم شروط النبوغ و
النباهة و الفطنة، لكنهم كبلوا و سجنوا داخل محيط وواقع اجتماعي للأسف يؤمن
بمقومات أخرى، مقومات بعضها حكمة رب الأرزاق و كثيرها تسلط ممن يعترض طريق
الأرزاق.

كتابات هذا الفتى الذي يطل على الأربعين تستحق المتابعة لأنها بلغة
الواقع و ليست بعابرات مذكرات و يوميات الملائكة، ممن لا يكذبون..لا
يدخنون..لا يشربون..لا يستمنون… لا يعشقون في صمت..لا يكرهون في صمت..لا
يغبطون..لا يحسدون..لا يغارون.

حسن الحافة داخل كل واحد منا، أو على الأقل داخل كل واحد يحس أن في
احشاءه فتى يشبهه، فتى يتحدث بلسانه، فتى له شجاعة لو وزعها بالتساوي لصار
الصامتون طيور طنانة، تسكب الماء من منقارها على كل أمكنة الجروح و
التورمات، التي يعاني منها جسد وطن معلول..جسد وطن شفاءه في مكاشفته بأنه
مريض..مريض مرض  الموت و أن ترياقه يوجد في أرنبتي أذنيه..عليه أن يسمع
أهات المستضعفين..عليه أن يحفظ كرامة و حقوق و  مطالب من غيبتهم قوانين تلك
الفئة القوية التي لا نرى إلا من خلال أعينها، و لا نسمع إلا صدى أصواتنا
تملأ أمكنة الاحتجاج.

حسن الحافة فانكوغ تارودات، ربما حينما يرحل و يرحل معه عشرات الآلاف من
أشبابه يغيبهم الواقع، سيذكرهم التاريخ و يخلدون كما خلد فانكوغ الذي
انتهى نكرة و بعث مع العظماء و المشاهير. و اليوم دولة بشموخها تغتني من
لوحاته و متاحفه و إبداعاته. و سيحتفى  بحسن الحافة و نسخه كما نحتفي كل
يوم بمذكرات محمد شكري التي كانت قيد حياته رجس من عمل الشيطان..و أصبحت
اليوم طفرة أدبية و نبوغ مبكر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى