ثقافةسلايد

تارودانت..السلطات الترابية والامنية تجري آخر استعدادتها لاستقبال اليهود المغاربة لإحياء موسم ” الهيلولة “بجماعة تنزرت


اسرار بريس : محمد جمال الدين/
تجري الإستعدادات على قدم وساق بالجماعة القروية تنزرت،
لافتتاح الموسم الديني ” الهيلولة” للطائفة اليهودية، التي اعتادت تنظيمه
في منذ أكثر من قرنين من الزمن، وليلة ” الهيلولة ” او ” الهيلوليا ”
ومعناها ” سبحوا الله “وذلك بضريح الحاخام «داوود بن باروخ هاك كوهين»، «
RABBI DAVID BEN BARROUKH COHEN AZOGH»، المعروف باسم «أغزو نباهمو»، والكائن بتراب الجماعة القروية تنزرت بدائرة أولاد برحيل ضواحي تارودانت.

الاحتفالات بهذا الموسم تمتد لأكثر من أسبوع تحيي فيه الطائفة
اليهودية عاداتها وتقاليدها وتستحضر من خلالها قيم التعايش والتسامح بين
الديانات السماوية، وهو أيضا فرصة لصلة الرحم بين أفراد الطائفة اليهودية
التي تؤكد من خلال هذا الملتقى الديني على إحساسها بمغربيتها وهو ما يعكسه
احترام حقها في ممارسة وإحياء عاداتها وتقاليدها الدينية.

ويقع الضريح على مساحة 18000 كلم مربع تقريبا، محاطا بأسوار
علوها أربعة أمتار، ويضم الضريح قبر الحاخام، ومقبرة دفن فيها ما يناهز 140
جثمانا لليهود من أبناء وبنات القرية، الضريح به قاعة للأكل ومطبخ، إضافة
إلى 230 غرفة معدة لإيواء الزوار، الذين يتزايد عددهم كل سنة، حيث يبتدئ
الموسم بوصول عائلة ابن أحد أحفاد الحاخام، الذي يدعى «دافيد بن كوهين» إلى
الضريح قبل أسبوعين من انطلاق الحفل السنوي، قصد تهييء الأجواء، واستقبال
الزوار، الذين اعتادوا المشاركة في الموسم وزيارة الضريح منذ 218 سنة،
والقادمين من مختلف بقاع العالم ومن أنحاء ومدن المغرب.

ومن عادة الموسم  ان يتوافد المئات من اليهود المغاربة، من جميع
الطبقات الاجتماعية، ومن مختلف بقاع العالم على الضريح، لإحياء القداس
والاحتفال بليلة «الهيلولة» حول مدفن «داوود بن باروخ» أحد أبناء المنطقة،
والذي عاش ودفن بهذه المقبرة منذ حوالي 230 سنة خلت، وذلك بعد أن وافته
المنية سنة 1785 ميلادية. 

وهذا الحاخام عند اليهود المغاربة، بمثابة أحد أولياء الله.
واعتمد اليهود المغاربة، هذا الشهر «دجنبر» من كل سنة عبرية، موعد لإحياء
هذه الذكرى، وإقامة ليلة «الهيلولة»، ليلة الاحتفال والدعاء والتوسل
والتقرب إلى الله عن طريق هذا الولي.

وتعرف الليلة عدة طقوس دينية واحتفالية، أبرزها ليلة «الشعالة»،
حيث يقوم الزوار بإشعال الشموع بكمية كبيرة، وإضاءة كل القبور وجنبات
المقبرة والمسالك التي تؤدي إليها، كما يعرف الموسم عملية بيع الشموع. كل
شمعة تباع، يبارك كل فرد من أفراد الأسرة للمشتري، وكذا جمع التبرعات،

وبموازاة مع هذا الموسم جرت العادة على إنشاء سوق محلي صغير على
أبواب القديس، ويقدم كل المنتجات الزراعية ( زيت الزيتون، زيت الأركان،
أملو، الليمون الحلو اسمه
Trabensi،
الزعفران) والحيوانية الماشية اللازمة لطقوس ذبح لآخر الهيلولة ( الأغنام
والدواجن )، إلى جانب مختلف المنتجات الحرفية التي ينتجها أبناء المنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى