رأيسلايد

“ترامبولا” يستبيح أعلام بلاده وسيادتها عبر العالم

 “ترامبولا” يستبيح أعلام بلاده وسيادتها عبر العالم

ربما ليس هناك ما يفسر بجلاء جنون الرئيس الأمريكي “ترامبولا” واضطرابه في
مواقفه السياسية الداخلية والخارجية على السواء إلا قولهم:”النفوذ
الاقتصادي يؤسس بالضرورة للنفوذ السياسي”،لذا يبدو أن الرجل وبيته الأسود
قد وضعوا بيضهم كله في السلة الاقتصادية الجشعة وحدها علها تلد لهم سليلة
سياسية،يتمكن بواسطتها الرئيس المعتوه استعراض عضلاته أمام الساسة
والاقتصاديين على السواء؟؟.لكن يبدو أنه لا يجني من فهمه البربري وتصرفه
العنصري إلا قلاقل واضطرابات تكاد تهوي به في كل قرار وخطوة نحو
الجحيم،ناهيك عما تجلبه له من سخط ولعنات العالمين.

ادعى “ترامبولا” أنه جاء في حقبته الرئاسية المشؤومة لخدمة أمريكا
والأمريكيين بالدرجة الأولى،وفي أول خطوة جنونية منه وبتهمة التطرف
والإرهاب المفترى،منع دخول أبناء 7 دول وجنسيات عربية ومسلمة إلى أمريكا
ولو بالوجه القانوني والدولي،قبل أن يرد عليه القضاء الأمريكي تنطعه وحمقه
والعزلة الدولية التي أرادها لبلاده دون موجب حق. ومعروف تراجعه المهول عن
مكتسبات الشعب الأمريكي في مجال الصحة،وخروجه من منظمة اليونسكو ومن أجل
الجشع الطاقي خرج أيضا من Coop 23للحفاظ على البيئة؟؟،وسرعان ما دخل الرجل
في أزمة نووية مع كوريا الشمالية لا تزال تهدد الشعبين بنشوب حرب نووية
شرسة يكون مواطنيهما ضحاياها من أجل شره أمريكا بالاستفراد بالطاقة النووية
والاستحواذ عليها كي يظل تهديدها للعالم على الدوام مؤكد ولا رادع
له؟؟.وهو الآن على عكس من سبقوه من رؤساء أمريكا يحاول مهادنة “إيران”
ودعمها والتغاضي عنها في التدخل والتوسع المذهبي في دول المنطقة مقابل
التخلي والتراجع عن إنضاج وتطوير سلاحها النووي.

الفضيحة الكبرى هو زيارته للمنطقة العربية في الخليج كأمهر القناصة
وأحد رعاة البقر الجدد والذي استطاع في صيده الثمين أن يضغط على “قطر” وعلى
التحالف الثماني العربي ضدها بقيادة السعودية والإمارات،ويستحوذ منها
مجانا على جزية أزيد من 468 مليار دولار،ناهيك عن 700 مليار المكتنزة في
أبناكه الأمريكية والغربية من أموال الأمراء والأميرات؟؟،مبلغ خيالي دون
مقابل لو سخرته دول الخليج في تنمية الدول العربية كافة لحققت ذلك وشكرتها
الشعوب على ذلك، لكن “ترامبولا” أشهر فقط ورقته الحمراء في وجه الجميع،حتى
يتحكم في الوضع الشرق الأوسطي الجديد ويبقى الجميع معه لأمر أهم وهو ما
أعلن عنه بداية هذا الأسبوع 06 دجنبر2017،ألا وهو خطة التطبيع مع إسرائيل،
ومن أجل ذلك فقد أعلن عن قراره الخبيث منح القدس الشريف عاصمة
لإسرائيل،فأعطى كما يقال من لا يملك لمن لا يستحق،وهو الهدف الحقيقي الذي
يسعى إليه بعد الجعجعة الإعلامية وصخب المسيرات والشعارات..،ألا وهو مقايضة
الدول العربية والإسلامية على التطبيع مع إلكيان الصهيوني المعزول
المختنق.

“ترامبولا”مجنون ومن حقه أن يتخذ ما يريد اتخاذه،تغولا وطغيانا أو
جنونا وعظمة أو ربما فقط سذاجة واستخذاءا،ولكن المشكلة الحقيقية في حكامنا
الأشاوس وشعوبنا المغلوبة على أمرها إذا ما قبلت أن يقرر في شأنها غيرها
ويتحكم في بيادقها قراصنة في عرض البحار ومن وراء البحار؟؟.المشكلة
الحقيقية هي إذا ما زلنا نخطىء طريق النهضة والتحرير،ولا زال من بيننا من
يعتقد بالشيء ومن يعتقد بعكسه ونقيضه،وإلى درجة أن هناك منا أفرادا وهيئات
ومؤسسات ودولا ورؤساء دول..،من يحارب أخاه على ذلك ويخونه وكانه هو هو
العدو بدل أن يحترمه ويحاوره ويناصره؟؟.”ترامبولا” ومن وراءه من بني صهيون
بقرارهم المتهور إعلان القدس عاصمة الكيان الصهيوني الغاصب يرتكبون جريمة
القرن،وبكل المقاييس،فهو قرار يخالف الوضع القانوني الدولي للقدس باعتبارها
محتلة،القدس الشرقية 1967 والقدس الغربية 1980؟؟،ويعطي شرعية غير مقبولة
لمزيد من التهويد والصهينة والقتل والتهجير والاستيطان.. كما يشكل خطرا
أكيدا على وضعية المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين بكل أبعاده
العقائدية والتاريخية والتسامحية، وأخيرا، له تداعيات خطيرة على مفاوضات
السلام المتوهم،ومقاربة قيام الدولتين و لو على حدود 04 حزيران
1967،المقاربة المنتظرة منذ أسلو ومدريد 91 و 93 دون جدوى.

إسرائيل لا تنتظر أحدا غير أمريكا وحلفاؤها،وأمريكا لا تنتظر أحدا
رضي أو غضب،إنهما لا يريان للعالم إلا العمى الذين يرون،والبرك الآسنة التي
هم فيها غارقون،و الإعصار والانفجار والدمار الذي هم له يخططون وإليه
سائرون. إنهم لا يخافون غير المقاومة الميدانية التي تساندها الشعوب،لا
تخاف غير مصالحها المهددة وشركاتها المحاصرة؟؟،لا يوقفهما غير ما أوقف
جرائمهما إبان الانتفاضة الأولى والثانية في فلسطين وجنوب لبنان 1987 و
2000 و2006، ولكن كم بيننا وبين هذا المسار الجهادي والوحدوي والتضامني
النبيل؟؟،كم بيننا وبين تحرير الشعوب حتى تمتلك قرارها ويكون حكامها حقا في
خدمة طموحاتاها واهتمامها بقضايا الأمة؟؟،كم بيننا وبينها و فريق الحكام
العرب قد بلغ من الضعف والهوان والاستلاب والتبعية ما استحق أن يوشمه
“ترامبولا”بهذا القرار التاريخي المخزي،بل وباستشارة مع بعضهم كما
يقال؟؟،كم بيننا وبينها والفرقة لا زالت تمزق بين الإخوة الأعداء في غزة
والضفة مناهج واستراتيجيات وديبلوماسيات؟؟،كم بيننا وبين ذلك ونحن لا نزال
نسمع عن التنسيق الأمني بين الكيان الصهيوني الغاصب والقيادات الفلسطينية
في الضفة،وعلى حساب من؟؟

لا ينبغي الاستهانة بالقوة الناعمة على اتساع جبهاتها واختلاف
أساليبها وفعالية نتائجها المرجوة،المنتظم الدولي والبحث عن الحلفاء في
مختلف قارات العالم وعلى رأسيها أوروبا وآسيا وأفريقيا التي يغزوها العدو
الصهيوني كما يدعو إلى ذلك المخطط الاستراتيجي”جاسم سلطان”؟؟،العالم
الافتراضي والمواقع الإلكترونية التي تجعل العالم قرية صغيرة ويستحيل
بفضلها تشويه أو التستر على جرائم الحرب لأي كان؟؟،المسيرات والاحتجاجات
والشعارات وحرق الأعلام الأمريكو- صهيونية،وهي بمثابة استفتاءات شعبية على
رفض الشعوب التفريط في أرض فلسطين كل فلسطين،على أساس أن لا يكون هذا سلاح
الجميع خاصة الذين يستطيعون أكبر وأشد منه وتخول لهم مناصبهم وإمكانياتهم
ذلك،من الرؤساء والسياسيين والبرلمانيين والديبلوماسيين والاقتصاديين
والمقاطعين والمدنيين والمثقفين والفنيين…؟؟،وكل هذا لابد له من حضور جهادي
مقاوم على الميدان،ولنا اليقين كل اليقين بأن أصحاب الأرض يتكلفون بهذا
وهم فيه متفوقون ومنصورون لأن يقينهم في الله أكيد،وخطهم الجهادي في سبيله
واضح،وهم بعيدون عن المأزق التفاوضي المسدود،ويعلمون علم اليقين أن ما أخذ
بالقوة لا يسترد إلا بالقوة،وما ركب على ظهر أحد إلا من أحناه،ولا يقطع رأس
أحد إلا من طأطأه؟؟

وكل عدوان غاشم وقرار جائر،ونصر الله المؤزر على المجاهدين
والمقدسيين حماة الهوية الإسلامية في أرضهم والوقف الإسلامي في قدس الأمة
الشريف،وهم لا يشعرون بهويتهم وفلسطينيتهم إلا راكعين في محرابه وسائحين في
فيحائه ومتسوقين حتى في أسواقه هم وإخوانهم اليهود والمسيحيون دون شرطة
مرور ولا حواجز كهربائية ولا كاميرات إلكترونية،ومن ضيع هويته ودينه ولغته
وحسن جواره فهو لأرضه وعزته وكرامته وكل حقوقه أضيع؟؟.اليوم خرج
الفلسطينيون في غزة والضفة في مسيرات احتجاجية غاضبة ضد القرار الأمريكي
ل”ترامبولا”وزبانيته الصهيونيين،فقام طيران الكيان الصهيوني الغاشم و جنوده
المبرمجون يقصفونهم بوابل من الرصاص،وكأنهم مارقون من بني قومهم أو في أرض
من أراضيهم؟؟،فكيف سيكون الوضع في القدس الشريف إذا ما أصبحت لهم عاصمة لا
قدر الله،ألهم عطاء غير هذا القمع وتقييد الحريات وتهويد المعالم،إن لم
يكن تهجير الفلسطينيين من فلسطين وحتى من “إسرائيل” على السواء،ليذيقوهم
الشتات الذي ذاقوه من قبل عبر دول العالم؟؟.فمزيدا من الغضب والتضامن حتى
يمتع “ترامبولا” و”النتن ياهو”أعينهما بحرق أعلامهما احتقارا وذلا ومهانة
في كل دول العالم،وفي كل الميادين والساحات و الأزقة والشوارع،وفي ذلك حرق
سيادتهما وكرامة بلدانهما و سياستهما الاستعمارية وقراراتهما الاستيطانية
التي تخلصت منها كل دول العالم بالمقاومة والجهاد إلا فلسطين المحتلة وقد
طال سيرها على درب التحرير والنضال،ولكن موعدهم الصبح و أليس الصبح
بقريب؟؟.الصبح إن شاء الله أقرب من قريب،وتظل القدس أرض الله،بوابة الأرض
والسماء،بيت الله وللبيت رب يحميه ولا يخشى عليه إلا من أهله وكلنا
أهله،وما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة،وما ركب على ظهر أحد إلا من
أحناه،ولا قطع رأس أحد إلا من طأطأه؟؟.

الحبيب عكي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى