سلايدسياسة

مقعد إنزكان أيت ملول : المقعد الذي يخفي وراءه الغابة

جميع الأحزاب والمترشحين يجمعون في خطاباتهم على أن مقعد
انزكان أيت ملول مقعد “زايد ناقص”، لن يحدث فارقا يذكر بالبرلمان وبتشكيلة
الحكومة.
فلماذا هذا الصراع عليه إذن؟
إنزال هام لمسؤولين كبار عرفه دعم مرشحو أحزاب التجمع الوطني
للأحرار والعدالة والتنمية والاستقلال، فمنذ اللحظات الأولى لانطلاق حملة
انتخابات 7 دجنبر لجزئيات انزكان أيت ملول أصبح انزكان محجا لقادة الأحزاب
ووزراء الحكومة. فقد كان عزيز أخنوش، أمين عام الأحرار، أول الواصلين
لانزكان لدعم مرشح حزبه، الشاب عبد العزيز كوريزيم. تبعه في ذلك أطر الحزب
وشبيبته ونسائه ووزرائه، على المستوى الجهوي والوطني. نفس الشيء يقال عن
حزب الاستقلال الذي حضر أمينه العام الجديد السيد نزار بركة، لدعم مرشح
حزبه السيد بيقندارن، هذا الحضور يعد استثنائيا لنزار بركة خصوصا وأنها
المرة الاولى التي ينزل فيها للميدان بعد انتخابه خلفا لحميد شباط، وهذا
تحدي كبير بالنسبة إليه، تحد دعمته فيه عائلة قيوح وعائلة ولد الرشيد وكبار
مسؤولي الحزب وطنيا وجهويا.
أما حزب العدالة والتنمية فقد جند لدعم مرشحه كافة أطر
وقادة الحزب جهويا، وتجند لذلك أيضا رئيس المجلس الوطني للحزب وابن مدينة
انزكان ورئيس الحكومة المغربية الدكتور سعد الدين العثماني، حيث حضر
لمؤازرة مرشح حزبه السيد محمد الصديق، ورافقه في ذلك وزيراه في الحكومة
السيد لحسن الداودي والسيدة جميلة مصلي.
إن حزب التجمع الوطني للأحرار يراهن اليوم على تأكيد
تفوقه على حزب العدالة والتنمية بجهة سوس ماسة، فبعد فوزه بمقعدي أكادير
وتارودانت في انتخابات الإعادة، يكون أمام تحدي تأكيد ترسخ قدمه بالجهة
كحزب بديل عن المصباح، وبفوزه بمقعد انزكان أيت ملول سيكون قد أكد تفوقه
ليس جهويا فقط بل وطنيا أيضا، وسيكون بالتالي مستعدا لأية انتخابات قادمة
بعد أن قوي وترسخت شعبيته.
يجد حزب العدالة والتنمية اليوم نفسه أمام تحدي مصيري،
ليس اقليمي أو جهوي فحسب، بل هو تحدي وطني. فبعد أن فشل في الظفر بمقعدي
أكادير وتارودانت أمام مد الأحرار، يجد نفسه اليوم أمام اختبار صعب للغاية،
فإما أن يعيد تثبيت موطئ قدمه بسوس عبر الظفر بمقعد انزكان أيت ملول، أو
أن تتراجع مكانته وتتقهقر شعبيته بالجهة، وتترسخ فكرة تراجع شعبية حزب
المصباح جهويا ووطنيا. كما أن الحزب هنا أمام تحدي داخلي يكمن في القدرة
على تجاوز الخلافات الداخلية والتركيز على الاستحقاقات التشريعية وصورته
الخارجية.
مقعد انزكان أيت ملول: المقعد الذي يخفي وراءه الغابة
بعد الانتكاسة الأخيرة التي تجرعها حزب الاستقلال في
الانتخابات التشريعية، وبعد الهزات الداخلية الكبيرة التي شهدها الحزب في
الآونة الأخيرة، يجد نزار بركة نفسه اليوم أمام امتحان الكفاءة. فهذه هي
الانتخابات الأولى التي سيخوضها حزبه كأمين عام جديد له، ويحتاج أن يضفر
بمقعد انزكان أيت ملول كي يثبت عودة حزبه للساحة السياسية، حزبا كبيرا كان
له حضور قوي بسوس، وأيضا للإعلان عن تعافي الحزب داخليا والتئام جروحه
الغائرة وجمع الشتات.
إن مقعد إنزكان أيت ملول كما كان سنة 2012 مقعدا لاثبات
التفوق السياسي بين بنكيران وشباط، هو اليوم يلعب نفس الدور بين ثلاثة
أحزاب ترهن مقدرتها السياسية في حشد التأييد الشعبي بالظفر بمقعد السابع من
دجنبر 2017. فالمقعد فعلا “زايد ناقص”، لكنه أكبر من مجرد مقعد، فحمولته
الرمزية أكبر منه بكثير.
ابراهيم المرابط 
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى