حوادثسلايدمجتمع

مصابون في “فاجعة الصويرة” يستعدون لمغادرة “ابن طفيل” بمراكش

نجح الطاقم الطبي بالمركز الجامعي محمد السادس بمراكش في إنقاذ حياة سيدتين وشاب، نقلوا عبر مروحيات للدرك الملكي ووزارة الصحة، من موت محقق، خيم على جماعة سيدي بولعلام بإقليم الصويرة، بعد كارثة أودت بحياة 15 امرأة وأدت إلى جرح 7 أشخاص بسبب التدافع لحظة توزيع مساعدات غذائية من لدن أحد المحسنين أمس الأحد.

هسبريس زارت الحالات المذكورة، وعاينت تحسن حالة السيدتين، وبداية تماثلهما للشفاء، إذ أكدت إحداهن، طالبة عدم ذكر اسمها، أن القدر كان بجانب المصابين، مشيرة إلى أن المبادرة تنظم منذ سنوات، دون أن تخلف ما خلفته الموسم الحالي، وأكدت أن الازدحام أدى إلى سقوط الحواجز الحديدية التي عرقلت المستفيدات، فوقعن أسفلها وعلقن بها.
وأوردت المصابة نفسها أن التدافع جاء بعد انطلاق عملية توزيع المواد الغذائية، وزادت: “النساء اللائي لفظن أنفسهن كن تحت الحواجز الحديدية، وتعرضن للرفس من طرف المهرولات نحو الداخل للحصول على حصتهن من المواد الغذائية”، مؤكدة أن نجاة المصابات، اللائي يوجدن بكل من مستشفيي الصويرة ومراكش، يرجع الفضل فيه إلى تدخل عناصر الدرك الملكي والقوات المساعدة، التي وضعت حدا لارتفاع عدد الضحايا.
ما جاء على لسان السيدة المذكورة أكدته منية لشهب، وهي من جماعة سيدي لعروسي، وترقد بالمستشفى الإقليمي مولاي عبد الله بمدينة الصويرة، إذ قالت لهسبريس: “لي جوندارم هما لي عتقونا”، مؤكدة أن غياب التنظيم كان سببا وراء الفاجعة، وأن العدد الكبير من المستفيدات فاق ما كان يحضر في السنوات الماضية.
وفي السياق ذاته قال الشاب الذي نقل مع السيدتين إلى المستشفى الجامعي محمد السادس: “كنت أمشي إلى جانب صديق لي، بعد تناولنا كأس شاي بالقرب من المنطقة التي احتضنت توزيع المواد الغذائية، ولحظتها مرت طائرة أزعج صوتها حصانا يقود عربة تستعد لنقل مواد المستفيدات، فدهسني وأصاب شابا آخر بجروح خطيرة”.
محمد الخلوقي، مدير مستشفى ابن طفيل، التابع للمركز الاستشفائي محمد السادس، أوضح لهسبريس أن الحالات التي نقلت من المشفى الإقليمي بالصويرة عبر مروحيات الدرك الملكي ووزارة الصحة، وهي تعاني من جروح خطيرة، تلقت العلاجات الضرورية تحت إشراف الطبيبة المنصوري بالطابق الرابع، مؤكدا تجاوز سيدتين للمرحلة الحرجة.
وتابع المسؤول الطبي ذاته: “أما الشاب الذي تلقى إصابة في رأسه فهو مستيقظ، لكنه حالته تحتاج إلى المزيد من الرعاية الطبية”، مشيرا إلى أن الجميع يتماثلون للشفاء، ومؤكدا أن خروجهم من المستشفى سيتم اليوم الثلاثاء على أكثر تقدير، حسب تعبيره.
خالد سنيتر، المندوب الإقليمي للصحة بالصويرة، أفاد هو الآخر بأن الحالة الصحية للمصابين في حادث التدافع مستقرة، وأنهم يستفيدون من متابعة طبية دقيقة ومستمرة، يشرف عليها طاقم طبي معبأ لهذه الحالة، موضحا أن المصابين سيغادرون المستشفى ابتداء من يوم غد الثلاثاء، حسب تحسن وضعيتهم الصحية، وسيستفيدون من مواكبة ما بعد الاستشفاء.
يذكر أن هذه الفاجعة التي أصبحت حديث كل لسان، داخل الوطن وخارجه، دفعت الملك محمد السادس إلى التدخل وإصدار تعليماته للمسؤولين بإقليم الصويرة، مطالبا الحكومة باتخاذ الإجراءات القانونية الضرورية، قصد التأطير الحازم لعمليات الإحسان العمومي، وتوزيع المساعدات على الساكنة المعوزة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى