رأيسلايد

الإنتخابات الجزئية بتارودانت الشمالية و سؤال النخبة

اسرار  بريس//محمد بلهي
تلاحقت الأحداث بشكل سريع ومتواتر على الساحة السياسية بإقليم تارودانت ، انطلاقا من إلغاء المقعد البرلماني لحاميد البهجة مع ما تلاه على مستوى المجلس الإقليمي حيث انتقل خمسة من أعضاء المجلس الإقليمي إلى صف المعارضة خروجا من الأغلبية .
المعارضون الجدد، وهم ينتمون لأربعة أحزاب مختلفة منهم حزب الرئيس الحاكم ( الأصالة والمعاصرة والإتحاد الإشتراكي والإتحاد الدستوري والأحرار ) بنوا موقفهم المعارض على أسباب منها القرارات الانفرادية للرئيس وعقده صفقات خارج الإطار القانوني فضلا عن فقدانه للأهلية الإنتخابية بناءا على حكم للمحكمة الدستورية .
بعد ذلك وعلى بعد أيام عن الإنتخابات الجزئية لملئ المقعد الشاغر بالدائرة الشمالية قدم رئيس الجماعة الترابية لسيدي وعزيز استقالته من مهامه كرئيس للجماعة تحت ضغط زملائه في المجلس وحزب المصباح  مدعومين بقوة الشارع وخاصة الآباء المتضررين من إلحاق أبنائهم بثانوية تنزرت .
رئيس الجماعة الترابية لتنزرت والمنسق الإقليمي لحزب الأصالة والمعاصرة الحاج الحسين بوالرحيم يفاجئ بدوره الجميع بتقديم استقالته من كل أجهزة حزبه بمعية كل من حميد وهبي واوضمين وبلقاضي من اكادير إحتجاجا على عدم احترام قرارات الأجهزة الجهوية والإقليمية وتدخل القيادة ضدا على قراراتها بعدم المشاركة في الإنتخابات الجزئية لتارودانت الشمالية واكادير .
بالعودة إلى إلغاء المقعد الانتخابي لممثل الأحرار للمرة الثانية على التوالي واستحضارا لرفع الحصانة البرلمانية على الحاج حسن الصغير نهاية التسعينيات والتراجع المدوي لكل البرلمانيين بتارودانت الشمالية كالياماني والحاج محمد انشاد والحاج محمد كفا والبوبكراوي …
يحق لنا أن نتساءل كما تساءل الأستاذ والكاتب الصحفي أنداك، هل نملك حقا نخبا سياسية مكونة تكوينا سياسيا إنطلاقا من الإطارات الشبابية لأحزابها وخضعت لدورات تكوينية وفوق هذا وذلك تتوفر على البروفايل والشخصية الكريزمية وتملك مشروعا سياسيا وتنمويا يؤهلها لأن تساهم في الحياة السياسية ببلادنا إن على مستوى التشريع أو الترافع أو التنمية على ارض الواقع ؟
أم أن الأمر يتعلق بفاعلين اقتصاديين من مقاولين وتجار وفلاحين يتم استدراجهم للساحة الإنتخابية باعتبارهم آلات إنتخابية قادرة على حصد أوراق التصويت ورفع نسبة المشاركة بطريقة؟
وحتى إذا ما تم استنزاف طاقتها يتم رميها كما يتم رمي شفرة الحلاقة .
عكس المدرسة الهوارية المتمثلة في أل قيوح وال بودلال الذين عمروا طويلا على الساحة السياسية والإنتخابية بشكل يجعل هذه التجربة تتناسل وتتوارث .
بينما في تارودانت الشمالية أصبحت كل الأوراق محروقة ووقعت الأحزاب في أزمة خانقة تعدم أسماء وازنة قادرة على التنافس على المقاعد البرلمانية بشكل مقبول ومشرف .
أغلب الأحزاب لم تتقدم للتنافس على المقعد الشاغر في الإنتخابا الجزئية حتى حزب الإستقلال الذي كانت له قاعدة انتخابية لم يقدم مرشحا شأنه شأن الأصالة والمعاصرة والإتحاد الدستوري والإتحاد الإشتراكي .
وحدهما العدالة والتنمية والأحرار سيتواجهون رأسا لرأس وهما يمثلان مدرستين مختلفتين إن على مستوى المرجعية أو الطريقة والوسائل المتبعة لإستمالة وكسب أصوات الناخبين .
بعض المحللين يرون في إمساك باقي الأحزاب خاصة الإستقلال والبام عن تقديم مرشحين رغبة تلك الأحزاب في فسح المجال لهذا المرشح والإنتقام من ذلك المرشح ،الإستقلال / العدالة و الأصالة والمعاصرة / الأحرار.
وهناك من يرى أن الأمر قد قضي وان المقعد سيبقى للأحرار وبالتالي لا دعي لهدر جهد الزمن والمال من اجل المشاركة من اجل المشاركة .
ليبقى إلى جانب الظفر بالمقعد الشاغر هاجس المشاركة مؤرقا للأحزاب والدولة على السواء، ليبقى يوم الإقتراع 5 أكتوبر 2017 هو الكفيل بتقديم إجابات عن كل هذه الأسئلة والإحتمالات .
إلى ذالكم اليوم ونخبتنا السياسية أوراق محروقة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى