عندما يعم الفساد مجتمعا معينا و تفوح رائحته ترى تظاهرا بمحاولات الاصلاح و حديثا مملا و مكررا عن الشفافية و كأنه ستار يخفي ما وراءه من الفساد كي يعيش مدة أطول .
و الواقع أن لا شيء تحقق من تلك الوعود المعسولة التي غمرت مسامع الساكنة البرحيلية قبل سنتين من تنمية و عدالة اجتماعية و رفاه اقتصادي و اجتماعي و خدماتي ، بل تسجل كل يوم تراجعات كبيرة على أكثر من صعيد تؤكد شيئا واحدا هو الفشل و العجز عن تحريك عجلة التنمية بهذه المدينة .
و باعتبار مجتمعنا مجتمعا متخلفا يشيع فيه الجهل و الفقر فلا شك أن هناك محاولات مستمرة لتزييف الوعي حتى يفقد المواطن العادي رؤيته الصحيحة لما يجري على أرض الواقع و حتى تلتبس عليه الأمور فيصبح لقمة سائغة في فم ذاك السياسي الذي يتقن استغلال أدوات الفساد استغلالا جيدا كاستغلال الدين في السياسة لاضفاء الشرعية الدينية على كل ممارساته رغم أنها تندرج في اطار الفساد و الافساد و دعم ذلك بحملات اعلامية صاخبة تغطي العيوب و تستر العورات و تحول الاخطاء إلى انتصارات .
وقد تم استغلال جيش كبير من الأشخاص في هذا الأمر تم حشو عقولهم بشعارات حفظوها عن ظهر قلب يرددونها بخشوع أينما حلوا و ارتحلوا، بل هناك من يعتبرها شيئا من الواجب الديني يأتم تاركها،فنقلوا تلك الشعارات بغض النظر عن صحتها إلى كل زوايا المجتمع .
في حين يتساءل البعض عن طريقة مواجهة هذا النوع من الفساد لتكون الاجابة أن ذلك يمكن حدوثه باللسان و القلم و ابداء الرأي و بضغط الرأي العام الواعي ، نعم هذه الطريقة لا توفر تغييرا مباشرا لأنها لا تتوفر على سلطة تنفيذية لكن السعي لتوعية المجتمع و فتح عيونه على الحقيقة و الواقع المرير تستطيع في يوم من الأيام تغليب كفة الحق في مواجهة الباطل و في مواجهة التزييف الممنهج .
و قد بدأ المجتمع البرحيلي فعلا يستفيق من التخذير التي أصاب كيانه ، و الحمد لله أن آثار ذلك ليست مزمنة و يمكن تجاوزها بأي حال من الأحوال ، طبعا هناك تحديات كبيرة تنتظر و طبعا سنرى مقاومة كبيرة و شرسة من كل أولئك الذين شرعنوا لهذا الفساد الجديد و ستواجهنا صعوبات كبيرة أثناء اجتثات هذا الورم الخبيث ، لكن العزيمة تكبر يوما بعد يوم و معها تكبر آمال و أحلام كل الساكنة البرحيلية ، و المستقبل أفضل بإذن الله .