لحاجة والفقر، الإعاقة وشبح البطالة، وكونها تجارة ربحها مضمون وسريع، كلها عوامل دفعته إلى إمتهان المتاجرة في مسكر ماء الحياة، (ب٠ع) في أواسط ربيعه الثالث صاحب اليد الواحدة أو كما يطلق عليه بالأمازيغية ـ بوفوس ـ بعدما فقد اليد الأخرى في حادثة سير لم يتلقى على إثرها أي تعويض على حد تعبيره ليفقد معها القدرة على ممارسة حرفته الأصلية اللحام مصدر قوته اليومي قبل أن يجد ضالته في بيع مسكر ماء الحياة، متخدا من إحدى البقع الأرضية المجاورة لمنزل مهجور بين الضيعات الفلاحية المحادية لوادي سوس على مستوى دوار البدوع بالجماعة الترابية التمسية عمالة إنزكان أيت ملول نقطة بيع وترويج لتجارته الممنوعة بقوة القانون وبعيدا عن أعين رجال حسني بنسليمان اللدين كثيرا مايغظون عنه البصر في شبه رخصة لشهور أحيانا ولأعوام أحيانا أخرى بدعوى شساعة الميدان وقلة الموارد البشرية، هذا وغالبا مايكون – بوفوس – محاطا في عرينه بمساعديه بالإضافة إلى كلبي بيتبول لحراسته وضمان سلامته البدنية وسلامة أمواله المادية والعينية خصوصا وأنه يبيع ما بين 50 و70 لتر من المسكر في اليوم، وحسب ما ورد إلى علمنا فإن المعني بالأمر يتزود بسلعته من أحد تجار الجملة بأولاد تايمة والمعروفين بالكرابة أي الساقون، حيث لا يتعدى سعر خمس لترات من ماء الحياة 120 درهما، فيما يتم تقسيطها بسعر 60 درهما للتر الواحد بمعدل 2160 درهم صافي الأرباح في اليوم، وفي الغالب يتم إضافة بعض الماء إليها، كما يتم تقليص الكمية المقدمة للمستهلك إذ يحتسب اللتر إلا ربع بسعر اللتر مما يرفع هامش الربح أكثر، ولإعطائها مفعولا أقوى وتركيزا أكبر يضاف إليها قليل من حبوب الهلوسة ما يفقد شاربها الوعي والسيطرة على أفعاله، وجدير بالذكر أن مدينة التمسية أصبحت محجا للباحثين عن الماحيا حيث ينحذر زبائن ـ بوفوس ـ من أزرو، أيت ملول، القليعة، تيكوين .. هذا ما يحمل رجال الحموشي أيضا المسؤولية الأمنية للحد من هذا النشاط اللاقانوني والذي يقسم الرأي العام والمتتبع للشأن المحلي بين ملتمس للأعذار خصوصا في حالة ـ بوفوس ـ وبين رافض للأمر جملة وتفصيلا مع ملاحظة عدم وجود أي رأي مؤيد لهذا العمل التجاري/الإجرامي
. ندير صديق / التمسية