اسرار بريس محمد بلهي
عشرة أيام ونيف وساكنة أولاد برحيل تقاسي…وتعاني مع ويلات المعانات ، الناتجة عن انقطاع الماء الشروب..لأسباب قيل أنها تقنية جراء تفكك وانفصال قنوات الضخ بعضها عن بعض وسقوطها في البئر..تمت إجراءات استعجاليه وترقيعية، صهاريج متحركة توزع الماء بالتقسيط على ساكنة الأحياء بشكل غير مألوف في ” المدينة ” الصغيرة .. صبية ونساء وكهول يهرولون يتهافتون على قطرة الماء التي تحولت بقدرة قادر إلى ترياق للحياة…إصلاحات بسيطة وسطحية وعودة غير مؤكدة للماء إلى مجراه في الحنفيات..فرحة سبقت بعض المسؤولين وطبلوا للحدث..فرجت والحمد لله….” هكذا غرد رئيس الجماعة حائطه بالموقع الإجتماعي “فايسبوك ” مبشرا أنصاره ومن خلالهم ” الشعب البرحيلي ” بنصر غير محقق..تم توزيع الشكر على كل المتدخلين وعلى رأسها الإدارة المعنية وخاصة “قطاع الماء ” ( بالضمة على القاف والشدة بالفتحة على الطاء ).. وفي ليلة نفس اليوم عاد الماء للإنقطاع فأشتعلت المواقع الإجتماعية التابعة للشبكة العنكبوتية..منهم المندد ومنهم الساخر حد التشفي ومنهم المحلل والمقارن بين المدبرين الحاليين للشأن العام المحلي وبين من كان قبلهم يدبر بشكل يختلف عما يفعلون..بل ومنهم من أطلق ” هشتاك ” يدعو لوقفة احتجاجية تحيدا واستنكارا وضغطا على من حمل الأمانه ….والى حدود كتابة هذه السطور تكون أزيد من عشرة أيام قد مرت على هذا الإنقطاع …لا المشكل قد خل ،ولا الوقفة الإحتجاجية قد نظمت ..ولا المسؤولين قد خجلوا من أنفسهم.. كلما تم إنجازه هم “وضع العار ” على احد الفلاحين الذي أذن لهم بجلب الماء من بئر بضيعته الفلاحية كحل مؤقت وترقيعي إنقاذا للساكنة من العطش ..بضع ساعات في اليوم وينقطع الماء ،حتى إدا عاد يعود ممزوجا بالوحل غير صاف …
أن يحدث ذلك في عز الصيف وفي شهر رمضان نهاره ضعف ليله فتلك معانات ما بعدها معانات..وأن يبقى المسؤولون دائخين وعاجزين عن إيجاد حل واقعي يضع حد لمعانات المواطنين لهو الهراء المبين.ومن أجل درئ الرماد في العيون تم استقحام مسؤول قيل إنه المدير الجهوي خلسة في عز ظلمة ما بعد التراوح من غير استدعاء فعاليات المدينة من فاعلين جمعويين والإعلام المحلي ،والإكتفاء ببعض الأفراد لم يزيد عددهم عن الثلاثين نفرا وكأن أمر هذه الكارثة لا تهم أحدا من موالد وقاطني المدينة.
بعض الخرجات مما جادت به قريحة المسؤولين المحليين ممن أوكل لهم تدبير شأننا المحلي لم عن كونه الشفوي الذي لا يبرد الجوف . كبر مقتا عند الله أن تقول ما لا تفعلون.
