رأيسلايد

مسيرة الرباط صنعت تحت اعين السلطة

مصطفى الفن
ماذا وقع لكل التظاهرات الشعبية العفوية التي خرجت لوجه الله إلى شوارع بعض المدن المغربية تضامنا مع حراك الريف ومعتقليه وفي طليعتهم زعيم الحراك ناصر الزفزافي؟
كل هذه التظاهرات إما تعرضت إلى المنع أو تعرضت إلى التدخل الأمني العنيف لأن السلطة لا تلعب عندما تكون هوية اللاعبين مجهولة.
وكان الهدف بالطبع من هذه التدخلات العنيفة هو تبليغ “رسالة مخزنية” واضحة المعنى مفادها أن الدولة لن تتسامح مع أي حركة احتجاجية ما لم يكن منظموها مضمونين ومعروفين لدى الأجهزة الأمنية واحدا واحدا وبمطالب لها سقف لا ينبغي تجاوزه.
المسيرة الوطنية التضامنية مع حراك الريف التي ستعرفها غدا مدينة الرباط هي من هذا النوع من المسيرات التي ستعبد لها سلطات العاصمة الطريق وغير مستبعد أن تنقل في بث حي على شاشات التلفزيون الرسمي.
نعم، مسيرات الغد هي مسيرة بلا رهانات إن لم نقل إنها مجرد كرنفال بشري صنع على أعين السلطة.
وغدا سيخرج الناس في هذه المسيرة ل” التشفي والاحتفال” بما جرى في الريف ثم يعودون إلى منازلهم سالمين غانمين في انتظار مسيرة مماثلة تحفظ ماء الوجه.
أقصد القول أن مسيرة الغد لن تتعرض للمنع أو الحصار أو المضايقات الأمنية لأن هوية المشارك فيها معروف، بل إنه مسؤول عن هذا الاحتفان الاجتماعي الكاسح.
وليس هذا فحسب، فحتى المنظم الفعلي للمسيرة ليس إلا والي الجهة، الذي لولا “الحرج” لسار في مقدمتها جنبا إلى جنب مع وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت شخصيا وزعماء سياسيين هم أصلا جزء من المشكل.
فمرحبا بالجميع غدا في الرباط في “نزهة آمنة” يجوب فيها الناس شوارع المدينة لامتصاص غضبة الريف أولا ولتمهيد الطريق إلى اعتقالات أخرى جديدة ثانيا
.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى