رأيسلايد

التهمـــة : خائـــن بقلم – منار را مودة

بقلم – منار را مودة
لا شك في أن المجتمع يزخر بفوضى من العلاقات الإنسانية حيث الجمود والفتور والملل، لكن لا اضطراب حقيقي يصيب العلاقة الإنسانية وخصوصا العلاقة الزوجية مثل جريمة الخيانة.
فمن أسوأ الجرائم التي قد تمارس على المشاعر والقلوب هي فعل الخيانة الدي يقطع شرايين الود والثقة والاحترام ويتسرب بسرعة مذهلة إلى الدم فيبطل مفعول الحب ويقضي قضاء مبرما على الاستقرار العاطفي بين الشريكين.
وفي الوقت الدي قد يجد فيه البعض أسبابا ودوافع للخيانة تختلف وتتنوع باختلاف القصص، يرفض البعض الاخر تقبل الموضوع أو حتى الحديث عنه. ورغم تحفظ هده الشريحة من الناس عن الحديث في مثل هده المواضيع إلا أن معظمنا يستطيع أن يعلل خيانة الرجل في الاتي:
1- إهمال الزوجة لزوجها ولبيتها
2- عدم اهتمام الزوجة بمظهرها الخارجي إلا في المناسبات
3- زواج تقليدي أو زواج مصلحة يغيب عنه أوكسيجين الحب
4- تسرب الملل إلى العلاقة الزوجية وعدم مبادرة الزوجة على إحداث التغير
وهكذا تتعدد الأسباب لكن أهم ما يمكن ملاحظته هو أن أغلبية الناس تعتقد عادة اعتقادا جازما بأن وحدها المرأة أو الزوجةهي المسؤولة عن دمار بيتها وعن خيانة زوجها لها.
لكن الحقيقة قد نجدها ما أن نتعمق أكثر في بعض التفاصيل التي نادرا جدا ما ننتبه لها والتي ما أن نوليها بعض الاهتمام حتى تستطيع أن تحدث تغيرا جذريا. ومن هده التفاصيل نجد على سبيل المثال غياب فظيع ومستمر لجملة من المبادئ التي تساهم في نجاح أي زواج مثل الاهتمام. فلا شيء يثبت للطرف الاخر بل ويعبر له عن مدى صدق مشاعر من يحبه مثل الاهتمام به، ودلك بتخصيص حيز من الوقت للحديث معه ولمناقشة أحلامه وطموحاته ومشاكله، وكدا بالاطمئنان عن صحته ونفسيته. وكم من زوج يقضي عمرا بأكمله مع زوجته دون أن يعلم شيئا عن مرضها العضال أو عن نفسيتها المدمرة أو عن أحلامها التي تموت مع كل يوم جديد. والعلاقة الزوجية التي يغيب عنها مبدأ الاهتمام هي عبارة عن سيارة تقطع كل يوم أميالا من المسافات البعيدة دون أن يتفقد الشريكين لوقودها. وكلمة “وقود” مهمة جدا إد أن الانسان نفسه في حاجة مستمرة لوقود الاهتمام والمبالاة والكلمة الطيبة والتقدير. التقدير الدي يعد شبه منعدما داخل البيوت والدي عادة ما يختزله البعض في المصروف الشهري للبيت. لكن في واقع الأمر التقدير أكبر بكثير من بضع دريهمات يعتقد الرجل بأنه من خلالها قد قام بواجبه على أكمل وجه.

وليست غايتنا من هدا المقال هو الحديث المطول عن دوافع الخيانة وإنما بتقريب الخائن من صورة الجريمة التي يرتكبها في حق نفسه ألا وفي حق الاخر.

ولهدا سنتحدث عن مجموعة من الأشياء التي يجهلها الخائن عن نفسه ومنها:
1- أن الرجل الخائن تجري الخيانة في دمه مجرى الدم في العروق ولدلك يقدم على فعل الخيانة مرارا وتكرارا وفي بعض الأحيان دون أن يشعر.
2- الرجل الخائن لا يشعر بدنب الخيانة ولا يراه دنبا وإنما ترفيها عن النفس ومحبة في التغير.
3- الرجل الخائن لا يعرف للأمانة والصدق والأمان معنى في حين أنه بالنسبة لكل امرأة على وجه البسيطة الرجل هو مصدر الأمان.
4- الرجل الخائن يمارس خيانته تماما كما يمارس أي هواية يحبها بمعنى أصح أنه يعيش اللحظة ولا تهمه النتائج.
5- الرجل الخائن جبان لأن معظم أفعاله تتم في منأى عن النور وهو بالتالي يفتقد لشجاعة الحب ولشجاعة الاختيار الصحيح.
6- الرجل الخائن يخون حتى وإن كان “عندو الزين فدارو” وقد تلفت نظره كل الكائنات الحية التي تنتهي بتاء مربوطة حتى وإن كانت “قردة”
7- الرجل الخائن يهوى الترميم ويعتقد بأن مشاعر زوجته قابلة للإصلاح وهو بدون أدنى شك مخطئ لأن المرأة لا تنسى ولا تغفر حتى وإن اعتقدت أنها فعلت.
8- الرجل الخائن يرى في خيانته دليلا وإثباتا قاطعا لرجولته وفحولته.
9- الرجل الخائن صاحب أقوال فقط وأفعاله تذهب مع أول مهب للريح ودلك لأنه يحترف الكذب وقد يصيبه الشلل إن حاول ولو لوهلة أن يكون صادقا.
أما الأهم من هدا كله هو أن الرجل الخائن ما هو إلا دكر في بحث مستمر عن أسباب تثبت رجولته الضائعة، وهو أيضا مسكين كبير إد لم ولن يعرف الحب طوال حياته لأن الحب أن ترى من تحب فقط، إنه كنوع من العمى الصحي الدي يجعلك لا تقوى على رؤية أحد سوى دلك الدي تربع فوق عرش قلبك. وببساطة أكبر هناك مقولة تقول: ” إن من يحب يعجز عن الخيانة رغم قدرته عليها”
إن الخائن لا يشعر بفداحة الضرر الدي يسببه للآخرولا يعرف مدى الجرح الغائر الدي تسبب فيه بل يظن ظن الجاهلين بأن السنين كفيلة بطي صفحات الماضي، بينما في الواقع يصعب على المرأة التي أحبت وضحت وتحملت أن تنسى وإنما هي فقط تجبر نفسها على التظاهر بدلك لأننها لم تنسى بل تتناسى …
إنك يا سيدي الخائن تشبه تلك الأفعى التي قد يأتمنها الشخص فيضعها حول عنقه وما إن تنوي غدره حتى تقضي على حياته بلدغة واحدة منها.
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى