انطلقت فعاليات الموسم السنوي سيدي أمبارك بمدينة تارودانت صبيحة يوم أمس الاثنين 24 ابريل 2017، وكعادتهم كل سنة يتوجه التجار أصحاب المقاهي المتنقلة و تجار اللحوم، والحرفيون التقليديون، و”الحلايقيا” الوافدون من مختلف مناطق المغرب لممارسة أنشطتهم، حيث يعرف الموسم رواجا اقتصاديا هاما، بتردد عشرات الآلاف من الزوار طيلة الأيام الثلاثة المحددة للموسم، لكن السؤال الذي يثير انتباه الساكنة والمهتمين هو إشكال ” الموسم بين التجارة والعبادة”، بالنظر للطقوس الدينية التي تمارس داخل قبة ضريح “الولي الصالح سيدي امبارك”، والخيمة التي تنصب جنبه، وهل تسلم عقيدة التوحيد من هذه العادات ؟ وهل دافع الحركة والرواج الاقتصادي مبرر لذلك؟ حركة اقتصادية غير معهودة تعرفها مدينة تارودانت، يستفيد منها الآلاف من التجار والباعة المتجولين وسيارات الأجرة والحرفيين، وكذا الفرق الموسيقية والفلكلورية التي تحل بكثرة إلى الموسم، الشيء الذي ينعش الاقتصاد المحلي بالمدينة، ويجعل الكثير من الفاعلين المحليين و المنتخبين والسلطات المحلية تدافع على فكرة ضرورة استمرار هاته المواسم التي تحيي التراث الشعبي الموروث وتكرس تشبث المغاربة بثقافتهم المتنوعة والمنفتحة. كما أنها تجسد روح التعاون والتآزر بين الوافدين على الموسم لما يحمل من دلالات روحانية و فكرية، بغض النظر عن العائدات المادية التي تؤول للتجار والحرفيين و للمجلس البلدي عن طريق الجبايات. كما يعد موسم “الولي الصالح” فرصة لبعض الجمعيات الفنية والرياضية، لممارسة أنشطتها وعرضها أمام جمهور لا يستهان به. إلا أن البعض يصنف هذه المناسبات في خانة المشبوهات والبدع التي يجب على المسلم أن يتجنبها لما لها من اثر عقدي سلبي يمس عقيدة التوحيد، مستدلين ببعض الممارسات التي تتم داخل قبة الولي الصالح سيدي أمبارك، من تقبيل الضريح وتقديم الهدايا والذبائح والأموال للمقدم القائم عليه مقابل “البركة”، وطلبا للتداوي والاستشفاء، التي تمنح للزائر تحت اسم “الباروك” وهي عبارة عن تمر وماء وبعض الحلويات، كما تلتمس الفتيات اللائي فاتهن قطار الزواج بركة الولي الصالح لجلب الخطاب، وهي عادات دأب الأسلاف على ممارستها في هذه المناسبة دون معرفة خطورتها العقدية. وتتخذ السلطات المحلية والمجلس المنتخب بالمدينة كافة الإجراءات الأمنية اللازمة لمرور الموسم الديني في ظروف جيدة، خصوصا في ظل تفاقم ظاهرة الاتجار في المخدرات وأعمال السرقة و الدعارة، وجرائم القتل التي ظلت ملازمة للموسم طيلة سنوات مضت.
خالد مكي/ عن سوس24