طاقم التحرير/ “أسراربريس”.
يشكل الوادي الذي يمر وسط أولاد برحيل، قنبلة موقوتة تهدد المدينة بكارثة، قد تقع لاقدر الله في أية لحظة، ففي عهد فوضى التعمير بالمدينة بنيت العديد من المنازل والمحلات التجارية والمقاهي بجنباته وفوق سطحه المغطى بالخرسانة، فلا أحد يعلم ما تقوم به المياه من حفر لأساسات هذه البنايات. ويضاف إلى ذلك قيام العديد من أرباب المقاهي والحمامات والمحلات والمنازل بربط مصارف المياه المستعملة، وضمنها مياه وقاذورات المراحيض، بهذا الوادي مما يشكل معاناة صحية وبيئية يومية تتجرعها ساكنة حي الجرابيع وأولاد براهيم والتي تتفاقم خلال أشهر ارتفاع الحرارة إذ تزكم الروائح الكريهة أنوفهم وتغزوهم بسببها يوميا أسراب البعوض والناموس والحشرات الضارة. ويتساءل المواطنون عمن سمح لأصحاب المحلات هؤلاء برمي مياههم المستعملة وفضلاتهم في هذا الوادي؟ ولماذا لم تتخذ السلطات المحلية والمجلس البلدي الاجراأت اللازمة لحماية المدينة من كارثة بيئية تهدد المدينة في كل حين؟ ومن سيحاسب من كان مسؤولا عن هذه الوضعية سابقا عبر التلاعب في التعمير والرخص والشواهد الإدارية؟ ألا يمكن أن نقول بأن مثل هذه الأخطاء هي جريمة كبرى ضد هذه المدينة والتي يصعب معها أن تعالج إلا في حالة هدم كل البنايات المشيدة على طول جنبات الوادي؟ ومن سيحاسب من كان وراء فوضى البناء والتي جعلت المدينة مشوهة ومعاقة لا يمكن إصلاحها ولو أنفقت عليها ميزانيات المدن الكبرى، أم أن المحاسبة وتشديد المراقبة موضوعة فقط على رقاب المنتخبين النزهاء الذي يصلون الليل بالنهار لحل إشكالات سببها الآخرون؟
إن خروقات مثل هذه جديرة بأن تصنف ضمن جرائم ضد الإنسانية.