على عكس البلاغات السابقة، التي كانت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية تصدرها خلال جولة المفاوضات التي كان رئيس الحكومة السابق عبد الإله بنكيران يقودها، والذي كانت تؤكد من خلاله على أن تشكيل الحكومة ينبغي أن يراعي “المقتضيات الدستورية والاختيار الديمقراطي والإرادة الشعبية المعبر عنها في انتخابات 7 أكتوبر”، إلا أن البلاغ الذي أصدره الحزب بعد جولة المفاوضات الأولى التي قادها العثماني خلى من الشروط الثلاث.
وبخلاف الشروط الثلاث التي ظلت الأمانة العامة تكررها في بلاغتها على عهد بنكيران، امتحت الأمانة العامة كلمات بلاغها على عهد العثماني من التعبيرات التي كان رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار يكررها وهي: “تشكيل حكومة قوية ومنسجمة تحظى بثقة ودعم جلالة الملك”، حيث أثار البلاغ الأخير الذي أصدره الحزب تخوفات وسط عدد من أعضاء الحزب في أن يكون العثماني قد قبل الشروط التي كان بنكيران يرفضها.
وبعد إصدار الحزب للبلاغ، عبرت القيادية بالحزب أمينة ماء العينين، عن حزنها مما يقع في المشهد السياسي دون أن تكشف إن كان حزنها بسبب لغة البيان أم لعلمها بكواليس تدبير المفاوضات، والتي تتحدث عن أن العثماني يتجه نحو القبول بتشكيل الحكومة تضم التقدم والاشتراكية والحركة الشعبية والأحرار بمعية الاتحاد الدستوري وحزب الاتحاد الاشتراكي، الذي سبق لبنكيران أن قال إنه “لن يسمى عبد الإله إذا دخل للحكومة”.
ماء العينين التي كتبت في تدوينتها: “أنا حزينة، هادشي اللي عطا الله. أهنئ من يستطيع كتم مشاعره والتعبير بأسلوب مغاير. لحظات إحباط وضعف انساني”، تعرضت لوابل من التعليقات التي تتهمها بزرع اليأس وسط الحزب والانتصار لبنكيران ضد على العثماني، غير أنها عادت في تدوينة أخرى لتؤكد أنها لن تسحب تدوينتها الأخيرة “لأنها صادقة وإنسانية”، بحسب تعبيرها، مشيرة أن “ما نتعرض له صعب جدا وأن إعفاء الأمين العام لم يكن أبدا سهلا علينا، نعترف أن الضربات المتتالية التي تلقيناها منذ قبل الانتخابات إلى الآن كانت صعبة لكنها بالتأكيد ستقوينا”.
عن العمق المغربي
عن العمق المغربي