.. تم، يوم الأحد 15 يناير بمقر وكالة المغرب العربي للأنباء بالرباط، عقد الجمع العام لمؤسسة محمد عابد الجابري للفكر والثقافة، بحضور أفراد من عائلة المفكر الراحل وعدد من الأكاديميين ورجال الفكر والسياسة.
وفي مداخلة للسيد عبد الله ساعف، أمين عام المؤسسة، التي رأت النور في 13 مارس 2011، قال إنها تأسست لتنزيل الأهداف وتفعيل التصورات التي حددها قانونها الأساس، ويمكن اعتبار السنوات الثلاث الأخيرة فترة للتعريف بالمؤسسة واستكمال البناء، والاشتغال بالإمكانات المحدودة ماديا وبشريا.
وأضاف أن هذه المدة عرفت أيضا تنظيم العديد من الندوات المفتوحة، وإحياء ذكرى وفاة محمد عابد الجابري بحضور مفكرين مغاربة وعرب، وفتح نقاشات مع مثقفين حول آفاق عمل المؤسسة، وعقد اتفاقات مع شركاء محليين (جامعات وكليات ومجالس وهيئات منتخبة …)، مشيرا إلى أن المؤسسة حققت الحفاظ على راهنية فكر الجابري وتحيينه وتمحيصه.
وأفاد السيد ساعف بأنه في ظل راهنية فكر الجابري، أبانت استطلاعات الرأي التي تم القيام بها في المغرب وتونس ومصر وغيرها أن مكانته كمفكر تظل مركزية في تصور الفاعلين في الحركات الاجتماعية والسياسية، إذ لا تزال المفاهيم التي بلورها الجابري (الكتلة التاريخية والجبهة الثقافية على سبيل المثال) تؤسس لفكره وتدفع للحفاظ على إنتاجه أكاديميا وعلميا.
وأكد السيد ساعف أن استمرارية عمل المؤسسة يحمل في ثناياه الاعتراف بعطاءات الفيلسوف والتربوي والفاعل السياسي، مشددا على أن الحفاظ على فكر الجابري، ليس مسؤولية المؤسسة وحدها ولكنها مسؤولية مشتركة من خلال دعم المبادرات الإيجابية للإنسانية.
واقترح السيد ساعف على الجمع العام وعلى المكتب المقبل للمؤسسة، بالخصوص، تحديث اللجان، واعتماد هيئة استشارية، والحسم في موضوع مجلة للمؤسسة، وإحداث موقع إلكتروني لها، ووضع بيبليوغرافيا لمجموع كتابات الجابري من قبيل مراسلاته، وتعميق الأفكار الواردة في الندوات التي تم عقدها.
وفي شهادة للسيد عصام الجابري، نائب الأمين العام للمؤسسة، قال «إن محمد عابد الجابري بدأ مساره بممارسة الثقافة في السياسة، قبل أن ينتقل إلى ممارسة السياسة في الثقافة»، داعيا إلى نشر الوعي بأهمية أعماله الفكرية، وإلى الاعتناء بتراثه لتهتدي به الأجيال.
وقد خلف محمد عابد الجابري (1936 – 2010) أزيد من 30 مؤلفا تناولت قضايا الفكر المعاصر، كما كرمته «يونسكو» لكونه أحد أكبر المتخصصين في فكر ابن رشد.