قهوة الصباح مع الكاتبة (س ـ ح ).
إلى وقت قصير، كنت أشاهد السيتكومات التي تبتها قنواتنا المغربية التي أكل الدهر عليها وشرب، وأضحك كما يضحك الجميع رغم أنها سلسلات فكاهية فاتت الحموضة لديك الجيه، كذلك كنت أشاهد الأعمال السنيمائية المغربية والتي حققت لي وقتها إكتفائي الذاتي لعطشي السنيمائي …لكن الآن والحمد لله تغيرت مفاهيمي كلها ورؤيتي للأشياء، منذ اكتشافي للصحفي المتميز “بلال مرميد” الشمس التي تضيئ ميدي 1 راديو وميدي 1 تيفي والإعلام الوطني. ناقد سينمائي متمكن من أدوات النقد، متميز في تخصصه السينمائي، إنفتحت عيوني على بزاف ديال الحاجات حتى أصبح موعد برنامجه وركنه موعدا لايمكن إغفاله بالنسبة لي، إكتشفت لما تعرفت على بلال، خطاب مميز لا يمت للزيف والمجاملة والمحاباة وإرضاء الخواطر والنفاق بصلة، بل يعتمد على الصراحة والجودة في زمن الركاكة والتكرار، إكتشفت صحافي يقف في وجه التافهين والرذيئين سينمائيا والناهبين لأموال الدعم المقدمة لأفلام تحتقر ذكاء المشاهد، إكتشفت صوت يزعج نظرا لجرأته وتسميته الأشياء بمسمياتها. من خلال بلال عرفت مقومات الفيلم السينمائي الحقيقي، والسلسلة الفكاهية المضحكة حقا، والمعنى العميق للمسرح. من خلال بلال خرجت من قوقعتي وتغلبت على خوفي وشاهدت سينما عالمية، فأدمنت الأمريكية منها، وعشقت الفرنسية والكندية، حتى إني أحببت الإيرانية، شفت الممثل ديال بصح والموهوب، والمخرج المحترف، والعمل المتكامل الغاية في الروعة، جعلني بلال أكتشف مهرجانات ك كان، برلين، وجوائز الأوسكار، من خلال تغطيته لها، بعدما كنت أتابع جوائز الموسيقى الغرامية فقط. بلال حضور، أسلوب، منطق، غير متملق، ذكاء، يستحق لقب (معلم).