“الله يرحم ليك والديك، تعلمين أنني بليدة في اللغة الإنجليزية أرجوك أريني كل ما كتبتي، تقبلي ضعفي وشكرا”. كلما عدت إلى أرشيف ذكرياتي القديم وفتحت هذه الورقة التي كتبت عليها هذه الأسطر منذ أزيد من عقد من الزمن، إلا وٱنفجرت ضحكا كأنني أقرأها للمرة الأولى، ليس على صديقتي كاتبة هذه الأسطر بل على نفسي لأني أيضا وقتها لم يكن بيني وبين اللغة الإنجليزية غير الخير والإحسان، هنا ينطبق علينا بحق المثل القائل، إستنجد غريق بغريق، لكن بعد ٱنتهاء موجة الضحك الهيستيري، يتحول كل شيئ إلى حزن وحسرة على تلك الأيام وتلك الفترة وتلك الصداقة القوية المتينة والجميلة، التي تحولت إلى لا شيئ، من كان يظن أننا قد ننسى بعضنا، أننا قد نفترق حتى، أو من كان حتى يتخيل أن نتعادى في وقت ما. من كان يظن أن من يتشارك كل شيئ في حياته، لم يبقى منه سوى رسالة الإستعطاف هذه وبحر من الذكريات، من كان يتوقع أننا عندما نلتقي حاليا تغير هي الطريق أو إذا عاندت وأكملت المسير أغيرها أنا.
ـ قهوة الصباح مع الأستاذة ( س ـ ح ).