رأيسلايد

: مدرسة أيت إكلت بين المعانات والصمود

فضلت أن ابدأ بنبدة تعريفية حتى تضح الصورة لمن يقرأ سطوري.
تعتبر قبيلة أيت إكلت من أكبر القبائل الموجودة على صعيد تالوين وهي في أعالي الجبال في الاتجاه الغربي لعاصمة الزعفران،وتتكون هذه القبيلة من دواوير (تنليف.و توزديين.و تحموت.و تيسخت.و إمنضرا.و إفسفاس.و أوزروط.و تمرووت.و إميضر.و تيزيرت.)،كلها دواوير عبر طريق واحدة وهي التي تربط جماعتها اﻹدارية زاكموزن بجماعة أوزيوة القروييتين.
ما كنت ﻷختار موضوع التعليم في قبيلتي ﻷن مشكل التعليم واحد في جل وطننا العزيز ولكن كانت نيتي الكتابة عن الواقع البنيوي والتربوي والإداري لمدارس أيت إكلت كواحد من تلاميذها الذي يكن لها كل التقدير والاحترام والحنين،حتى أصل برسالة عجز المجتمع المدني والقروي عن ايصالها.
 إن مدارس أيت إكلت تعاني بالدرجة اﻷولى من المشكل اﻹداري ﻷنها تتوفر على مؤسسة تعليمية واحدة تجمع كل مدراس الدواوير اﻷخرى وهي المسماة (مجموعة مدارس تيزي نتورتيت) المتواجد مركزها بتحموت.وعندما تتم الدعوة للمعلمين من طرف المؤسسة لحضور اجتماع ما يتم بشكل تلقائي إعلان ذلك اليوم عطلة للتلاميذ ﻷن المعلم لا يكفيه الوقت في الذهاب والعودة إلى تحموت التي هي مركز اﻹدارة وبالتالي مكان اجتماع أطر اﻹدارة فتحموت تبعد عن تمرووت وتيزيرت 6كلم.وتوزديين 3كلم وتينليف 7 او 8 كلوميترات وهذه المسافات غالبا ما يعبرها المعلمين والمعلمات راجلين ولا شك أنهم سيصلون متعبين اللهم إذا أتت اقدار الله بإحدى سيارات النقل المزدوج المتواجدة بالمنطقة وأخذتهم إلى عين المكان
 ربما قد سيأتي في ذهن من يقرأ سطوري هاته أن مشكل التعليم في الجبال واحد وهذا لا يختلف عليه إثنان ولكن أقول ما ذنب التلميذ الذي غاب عنه معلمه بسبب بعد اﻹدارة واللوم يرمى عليه ﻷنه يسكن المناطق النائية و البعيدة في انتظار الحلول وضياع اﻷجيال.
إن مدارس مجموعة تيزي نتورتيت تعاني من المشكل البنيوي فكل قرية من قرى أيت إكلت إلا ولها 3 حجرات أو أقسام للدراسة ولكن صارت اليوم في حالة تحتاج إلى اﻹلتفاتة من الجميع ﻷنه الواقع أن تجد حجرة واحدة او حجرتين ذهبن في الخراب والدمار وغياب العناية وتجد حجرة واحدة هي من تصلح للتدريس وجلوس التلاميذ.
خراب طال عدد من أقسام هذه المؤسسة في تمرووت وتيزيرت و….من شغب التلاميذ وغياب الصيانة منذ المخطط اﻹستعجالي ﻷننا إن كنا نريد أن نعرف من السبب في ذلك سنطرح أكثر من سؤال : أليس من حق هذه المدارس سورا يحميها وأين المجتمع المدني وأين السكان،مسؤوليات مشتركة ضحيتها حجرة ربما لو كانت تملك نعمة النطق من الخالق لاستاغتث حفاظا على حوائطها وشبابيكها وأسقفها،هي معانات لن تختصر في الكلمات ولا النصوص ﻷنه ليس مشكل البنايات وحده بل حتى التربوي الذي جعل مستوى التلاميذ رديئا حتى لم يعد واحدا منهم يستطيع أن يكتب جملة مفيدة وهو في السنة السادسة لا أريد هنا أن ألقي اللوم على المعلم فقط ﻷنه في اﻷصل ما هو إلا مبعوث حتى يأخذ تجربة وخبرة في الدراسة والعمل صرفا النظر عن مستوى التلميذ الجبلي القروي الذي سيتألم عندما ينتقل إلى اﻹعدادية في تالوين والمعلم يتحول جغرافيا وقد ارتقى مكانة في وظيفته،والتلميذ يصير ضحية في نهاية المطاف وما أنا إلا واحد من الكثيرين.
ارحموا أحرفي هذه عند قراءتها ﻷنها تجربتي وما رأت عيني و ما أسلفت في ذكره كلها حقيقة تركت بصمة في وجداني.
أيت إكلت آمل لك خيرا وتيزي نتورتيت يا منبت اﻷبطال آمل لك كل النجاح والتقدير.
 مراسلة : محم السعدي15310666_1166819730054420_209673921_n

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى